موقع السلطة
الإثنين، 6 مايو 2024 08:33 صـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
مقالات رأي

يوسف شاهين: حول مسار النجوم من التقليدية إلى العالمية

موقع السلطة

قرر أن يكون متمردًا على كل تقاليد وأعراف السينما التي ظهرت في خمسينيات القرن الماضي وما بعدها محاولًا أن يقدم ما يراه هو فن وإبداع يرقى لمستوى المشاهدة، أو كما قالها في أحد أفلامه «إحنا عايشيين عشان على الأقل نعمل فيلم حلو»، اعتبره الكثير تمردًا في محاولة منه لتطبيق مقولة «خالف تعرف»، فرد هو بإيمانه بنفسه وفكره واستمراره في طريقه الذي بدأه دون الإنهزام رغم كل المعوقات التي واجهها منذ بدايته، من فشل أفلام وعدم حصول على جوائز متوقعة ومنتظره وإحباط جماهيري ونقدي ليتحول بذات الأفلام التي هوجم من أجلها إلى العبقري العالمي «يوسف شاهين»، صاحب أكبر بصمة إخراجية مصرية في العالم، وصاحب العدد الأكبر إخراجيًا من الأفلام في قائمة أفضل 100 فيلم مصري ليحصد المركز الرابع بالقائمة، وكان من أفلام القائمة: «الأرض» و«الاختيار»، و«الناصر صلاح الدين»، و«باب الحديد»، «صراع في الوادي»، و«المهاجر» و «جميلة بو حريد»، وغيرها.

بدأ «شاهين» حياته الإخراجية بفيلم «بابا أمين» عام 1950، ولكن تعتبر بدايته الحقيقية كما أقرها هو وكما فهمها الجمهور من فيلم «باب الحديد»، الذي حاول به أن يغير مسار سينما البشوات والبهوات في مصر ويتحول بها إلى سينما المكان الواحد والبحث وراء الطبقة المهمشة صاحبة الأمراض كما عرض شخصية «قناوي»، التي حارب من أجلها ليثبت خلال مهرجان «كان» حينها، أنه ليس أعرج حقًا وبالتالي لم يحصل على جائزة عن الدور– لم يحضر المهرجان فظنوا أنه أعرج حقًا-، وهذا الفيلم لم ينجح جماهيريًا حينها، لما عرضه من تجديد سينمائي لم يألفه جمهور تلك الحقبة، وعن هذا الفيلم قال «شاهين» في مجلة «الفنون» عام 1980: «عندما بدأت أشق طريقي الصعب لأصبح مخرجًا، كان من الصعب تمامًا أن ابدأ بأي عمل يعتمد على الفكر، أو يعبر عما أريده بالضبط، كما كانت أي محاولة للتجديد في التكنيك تقابل بالضحك والسخرية، لهذا كنت أقبل بعض الأفلام نصف التجارية كي أوفر ما لا أستطيع به أن أنتج لحسابي عملا فنيا متكاملا أرضى عنه، لكن فعليًا السبب الحقيقي إن الفيلم لم يعجب الجمهور هو حاجة كده شبه فيلم بين السما والأرض، اللي أيضًا لم يعجب الجمهور، لأنك ببساطة خضيت الناس بشكل سينما جديد ماشفوهوش قبل كده.. يعني إيه ناس محبوسة في أسانسير؟ يعني إيه مفيش بطل بيحارب عشان البطلة وبيدخل يتخانق ويكسر، حتى فريد شوقي الناس تفاجأت بأدائه غير المعتاد، والفيلمين معتمدين على التصوير في مكان واحد الأسانسير ومحطة القطر ومن هنا بدأت سينما جديدة».

وفي مسيرة «شاهين»، حظي بفشل ذريع لـ6 أفلام من أعماله وهم «بابا أمين» لحسين صدقي، و«باب الحديد» لفريد شوقي وهند رستم و«فجر يوم جديد» لسناء جميل، و«الاختيار» لعزت العلايلي، و«حدوتة مصرية» لنور الشريف، و«اليوم السادس» لداليدا.

ومع وصول تلك الأفلام إلى العالمية وغيرها الكثير من الأعمال وبرغم فشلها في السينما حين عرضها، ظلت أفلامه غير مفهومة لأبناء جيله من الجمهور الذي استمر في اعتبار أفلامه «فزلكة» ليس لها أي داعي، ليقف الجمهور من الشباب في 2018 وبعد 10 أعوام من وفاته، متراصين أمام شباك التذاكر متمنيين الحصول على تذكرة لحضور أحد أفلامه والاستمتاع بها داخل دار العرض، وذلك بعد أن قامت سينما «زاوية» بتخصيص أسبوع في حب العبقري لعرض أفلامه، لتقرر ذات السينما تخصيص أسبوع آخر لعرض أفلام «شاهين»، بزيادة عروض الأفلام اليومية، لينتصر يوسف شاهين لفكرته وحبه لفنه بجيل جديد غير الذي ولد فيه وعاش بيه، ليقفوا أمام باب السينما قائلين «ليته معنا ليرى جيل يتزاحم ليرى أفلامه وينتصر له».

ومع ما يحققه يوسف شاهين من انتصار بعد وفاته بـ10 سنوات، وتغيير لمفاهيم جيل آمن به، علينا تذكّر التغييرات الجذرية التي فعلها بأبطاله في أفلام حاولت تغيير مجرى السينما المصرية سواء في مناقشتها السياسية أو النفسية التي اتهمه الجمهور بالتعالي فيها.

محمود المليجي.. الألوهية من الشر إلى الإتقان

عرف الجمهور محمود المليجي على أنه آله الشر في السينما المصرية منذ بدايته عام 1927 بفيلم «قبلة في الصحراء» وحتى عام 1970 إلى أن وطأت قدماه أول استديو ليوسف شاهين في فيلم «الناصر صلاح الدين»، ليخلق منه ممثل بطعم مختلف يظهر للجمهور وسط وجبة فنية دسمة، لنجد «المليجي» بعدها، هو البطل الأول في فيلم «الأرض»، ليتحول مساره الفني من ممثل لأدوار الشر إلى واحد من أعظم ممثلي السينما في مصر، فقدم في فيلم «الأرض» التجسيدة المختلفة للفلاح العاشق لأرضه في فيلم به الكثير من المعاني السياسية والمعبرة عن عهد الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر»، والحديث عن الإقطاع ومحاولة التخلص منه.

لم تنته قصة «المليجي» و«شاهين» عند هذا الحد بل كانت بداية لمزيج من الأعمال التي وضعت في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية والتي منها: «الاختيار» و«العصفور» و«عودة الابن الضال» و«اسكندرية ليه» وغيرهم ليصبح من الأبطال الأساسيين في أفلام «شاهين»، بأدوار تركت بصمات لم ولن تنسى في ذاكرة الجمهور.

هدى سلطان.. سيدة السلطة والحكم

بدأت حياتها الفنية بتجسيد أدوار الفتاة الشعبية الدلوعة والتي تميزت بها وبرعت فيها واستمرت في تجسيدها ما يقرب من 20 عام، قدمت خلالهم دور الراقصة والخائنة والكثير من الأدوار المختلفة كفيلم «الطريق» و«كهرمان» و«نساء محرمات»، لتأتي عام 1970 لتقدم دور القوادة في فيلم «الاختيار»، من إخراج يوسف شاهين لتجسد «بهية»، صاحبة شقة الدعارة التي لها رأي سياسي وفني وتحافظ على أصدقائها، استمرت «سلطان»، في الطريق المختلف الذي رسمه «شاهين»، لتشارك معه في «عودة الابن الضال»، في فيلم سياسي من الطراز الأول وتظهر من خلاله دور الأم المتجبرة التي تحاول السيطرة على الأوضاع بما ترأى لها متمثلة في «السلطة»، لتجد نفسها على خطأ في النهاية، بعد وفاة ابنها الأكبر الذي كان يجسد دور «السادات».

فريد شوقي.. اختفاء أسطورة ملك الترسو

كان فريد شوقي قبل فيلم «باب الحديد»، هو ملك التريسو«شباك تذاكر الغلابة في الخمسينات»، وهو ملك الأكشن متفردًا في السينما المصرية ليقدم «باب الحديد» في صدمة لجمهوره الذي لم يستطع استيعاب وجود فيلم لم يقدم فيه «شوقي» المعتاد أن يراه الجمهور منه، ولقي الفيلم سقوط جماهيري ليكون بعدها من أفلام المهرجانات العالمية، ليترك «شاهين» بصمة فنية في حياة ملك الترسو فريد شوقي.

محسن محي الدين.. انبهاره بيه عماه

قام يوسف شاهين بترك بصمة أو تغيير مسار فني لأي فنان، فهو من أضاء الكاميرا على موهبة محسن محي الدين، والذي علاقته به لم تشبه علاقة أي مخرج ببطل أعماله، فقد رأي شاهين في «محي الدين»، نفسه التمثيلية التي لم يستطع تحقيقها في يوم ما، فبدأ به رباعيته التي روى بها قصة حياته بداية من «إسكندرية ليه»، وصولًا إلى «إسكندرية نيويورك»، ولكن محي الدين وقف حائلًا أمام تحقيق «شاهين» لهذا الحلم، بانفصاله عنه عام 1991 معلنًا اعتزاله الفن، ليأتي فيلم «إسكندرية كمان وكمان»، صورة عكسية عن علاقة «شاهين» و«محي الدين»، التي رفض فيها الأخير احتكار الأول له، ووضعه في بوطقته التي لا يمكن لأحد أن يكسرها، وكانت أغنية «طب خدوا عنيا شوفوا بيها»، معبرة جل التعبير عن علاقته بمحسن محي الدين وإيمانه به، والتي جاء بالفيلم كما كان بحقيقة الأمر أن «شاهين»، عرض على محسن محي الدين العمل 4 مرات معه ولكنه رفض.

شارك محي الدين معه في فيلم «إسكندرية ليه» و«وداعًا بونابرت» و«اليوم السادس» و«حدوتة مصرية»، وحاول بعد هذه الأفلام البحث عن ذاته بعيدًا عن كاميرا يوسف شاهين ليجد أنه فشل ويعتزل التمثيل ويُحدث قطيعة مع شاهين بسبب إحساسه بالاحتكار منه، ويمتنع عن حضور جنازته، ليُفاجئ الجمهور بحضور محسن محي الدين حاضرًا ندوة في سينما زاوية بعد عرض فيلم «إسكندرية ليه» شاكرًا وداعمًا لمخرج وضعه على طريق النجاح وابتكر منه فنان موهوب.

البنك الأهلي

آخر الأخبار

tech tech tech tech
CIB
CIB