شباب يستحق التحية
بقلم محمد السعدنيلطالما كنت شديد الانتقاد لفئة الشباب و بخاصة ممن تخرجوا من الكليات و اتخذوا من المقاهي بديلا للعمل منتظرين العمل الحكومي للجلوس على كرسي و مكتب و تكييف، أو الحالمين بالهجرة غير الشرعية الى الخارج من أجل العمل في وظائف دنيا قد يرفضون العمل بها في مصر، في الوقت نفسه الذي كان يدهشني حديث بعض من أصدقائي من رجال الأعمال حول ندرة العمالة في المصانع و انهم يبحثون عن عمال و شباب لتدريبهم و تأهيلهم فلا يجدون.
أدرك جيداً أن المعادلة صعبة، فكيف لخريج كلية نظرية أو حاصل على مؤهل عالي، أن يعمل في غير تخصصه؟!، لكن سوق العمل تغير و تطور في مصر وأصبحت لديه مطالب لا تتوافق مع مخرجات التعليم أو تخصصات خريجي الكليات، و الحل من وجهة نظري المتواضعة يتلخص في أن يبحث كل خريج عن مهنة أخرى تتقارب مع تخصصه أو تتعارض ليس ذلك المهم و لكن الأهم هو ان تشارك في سوق العمل و تتنقل بين جنباته، و خلال فترة قصيرة ستكون جزءاً منه و مشاركاً بصورة ايجابية في سوق العمل و كذا مكتسباً خبرات أكثر تمكنك من زيادة دخلك الشهري عاماً بعد عام.
طبعاً واحد "هيتفزلك" ويقولي و انت جاي تقول الكلام ده ليه؟ احنا بنسمعه من سنين.. هقوله ان الشباب بدأوا فعلا يدركوا انهم لازم يتوجهوا نحو القطاع الخاص و العمل في الاستثمارات الأجنبية التي دخلت مصر مؤخرا في أكثر من صورة إما مصنع أو توكيل ملابس او ماشابه.. الثقافة بدأت تتغير تللك الثقافة التي سيطرت علينا وعلى شبابنا لأكثر من عقود و مضمونها "ان فاتك الميري اتمرمغ في ترابه".. ايوة بدأت تتغير .
موضوعات ذات صلة
- «السيسي» يشهد انطلاق المنتدى العالمي للتعليم العالي غداً
- رسمياً.. بدء العمل بقانون «حماية المستهلك»
- تعرف على أسعار العملات الأجنبية الأربعاء 3 أبريل 2019
- مدير مشروع «مودة»: إنشاء مكاتب للاستشارات الزوجية في كافة المحافظات
- احتجاجاً على السياسات.. شباب «عُراة» داخل مجلس العموم البريطاني
- وزيرا الشباب والاتصالات ومحافظ القاهرة يتابعون الاستعدادات لـ «أمم أفريقيا»
- تعرف على أسعار العملات اليوم الثلاثاء 2 أبريل 2019
- متخصص في الشئون التركية: ”الليرة التركية انخفضت بنسبة 35%”
- الرقابة الإدارية تسقط 22 متهما بتسهيل الهجرة غير الشرعية
- شباب الأحزاب: ”زيادة في الصادرات المصرية نتيجة تحريك سعر الجنيه أمام الدولار”
- متخصص في الشؤون التركية: ”الأحزاب نجحت في هزيمة حزب أردوغان”
- فرص عمل في شركات القطاع الخاص بمرتبات مجزية
قبل أسبوع أو 10 أيام قررت أني اشتري ملابس من مكان عامل خصومات كبيرة جداً .. فوجئت ان هناك 4 شباب زي الورد خريجين مؤهلات عليا و كليات قمة كمان .. بيشتغلوا بياعين في توكيل الملابس .. في البداية اندهشت جداً.. لأني أعرف جيداً مؤهلات هؤلاء الشباب ومدى شطارتهم في التعليم.. سألت احدهم انت بتشتغل هنا من امتة؟ رد قائلاً: من 3 سنوات و مبسوط و راتبي أول تعيين يتخطى 3 ألاف جنيه، و ان شاء الله قريباً انتقل إلى فرع آخر في القاهرة وهيكون راتبي 10 ألاف جنيه.. و سألته تاني ليه مشتغلتش بمؤهلك؟.. رد بأن شغل الحكومة فلوسه مش كتير و أنا لو سافرت برة بلدي هغسل صحون و اشتغل عامل نضافة انما هنا في مصر لقيت شغلانة حلوة و نضيفة و بمرتب مجزي، ليه بقى استنى شغل الحكومة او اسافر اتبهدل برة بلدي؟!
شعرت لوهلة أنني أمام تجربة لابد من تعميمها .. وأنه ينبغي على الشباب البحث عن عمل بغض النظر حكومي أو خاص، و بعد فترة ستجد أنك لم تضيع وقتك هباءاً.
الحكومة أعلنت مطلع أبريل الجاري، أن مشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2019 - 2020 يستهدف خفض معدلات البطالة إلى 9%. وأعلنت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، في وقت سابق، انخفاض معدل البطالة في مصر إلى 10% خلال الربع الأول من العام المالي الجاري (2018 - 2019)، مقابل 11.9% خلال نفس الربع من العام المالي الماضي.
و الحقيقة أن الحكومة ليست بابا وماما، لابد للشبابنا من البحث و التنقيب عن العمل و الشغل، القطاع الخاص مش "كخة" هتلاقي فيه تأمينات و معاشات و كل شيء، الفرق الوحيد أنه في القطاع الخاص كل ما تشتغل كل ما تكسب، مش زي الحكومة برواتب ثابتة و منتظر العلاوات،كمان شغلك في القطاع الخاص هيضيف قيمة لاقتصاد بلدك و مستوى معيشة أفضل.