تفاصيل زيارة ترامب السرية لـ أفغانستان

كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم الجمعة، كواليس رحلة " عيد الشكر " المفاجئة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، للقواعد العسكرية الأمريكية لأفغانستان.

وقالت إن ترامب وصل إلى بلدة مار لاجو في فلوريدا بطائرة عسكرية منفردة مع عدد من كبار المساعدين، وبعد 16 ساعة من السفر هبط للمرة الأولى في أفغانستان، في زيارته الثانية إلى منطقة حرب كرئيس بعد رحلة مماثلة عشية عيد الميلاد العام الماضي إلى العراق.

وتابعت أن الرحلة استغرقت 16 ساعة، بينما استمرت الزيارة 3 ساعات فقط قضاها ترامب في قاعدة باجرام الجوية شمال كابول وكانت محاطة بالسرية بموجب البروتوكول الذي يزوره القائد الأمريكي في منطقة الحرب.

وأضافت أن الصحفيين المرافقين للرئيس لم يعلموا بتفاصيل الرحلة إلا قبل دقائق من الإقلاع من فلوريدا.

وأشارت إلى أن رحلة ترامب بدأت مساء الأربعاء، بعد مغادرته بهدوء مار لاجو، حيث استقل طائرة عسكرية في مطار لم يكشف عنه وانطلق في الساعة 7:20 مساءً، في طريقه إلى قاعدة أندروز المشتركة، ووصل إلى القاعدة العسكرية خارج واشنطن والتي تبقى تحت حراسة مشددة على مدرج مطار بالم بيتش الدولي.

وكان على متن الطائرة العسكرية أربعة كراسي من الجلد الأزرق ومرحاض محمول، لم ينضم إلى ترامب سوى حفنة من المساعدين وصحفي واحد، بعد هبوطه في قاعدة أندروز المشتركة في حوالي الساعة 9:30 مساءً، صعد ترامب إلى طائرة Air Force One 747 الثانية - التي تم تخزينها بعيدًا داخل القاعدة حتى يتكون بعيدة عن الأنظار، ومن هنا جاء باقي المراسلين.

وتم تجريد مسئولي البيت الأبيض والمراسلين على حد سواء من هواتفهم المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية قبل الإقلاع، مع سحب النوافذ وإغلاق الأنوار الداخلية للطائرة، غادر Air Force One الساعة 10:08 مساءً، لم يعرف الصحفيون على متن الطائرة المكان الذي كانوا يتجهون إليه حتى حوالي ساعتين قبل الهبوط في أفغانستان.

وقد أوضحت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض ستيفاني جريشام على متن Air Force One أثناء إطلاع الصحفيين على وجهه الرئيس: "إنها منطقة خطرة ويريد دعم القوات، حيث يدرك الرئيس وزوجته أن هناك الكثير من الناس بعيدًا عن عائلاتهم خلال العطلات واعتقدنا أنها ستكون مفاجأة رائعة".

وهبطت طائرة ترامب في قاعدة باجرام الجوية في الساعة 8:33 مساءً. بالتوقيت المحلي في ظلام دامس، تم إنزال ستائر النوافذ مرة أخرى وأُغلقت أضواء الطائرة لإخفاء وصول ترامب.

لم يُسمح للمراسلين بالإبلاغ عن زيارة ترامب إلا قبل دقائق من ركوب طائرة Air Force One مرة أخرى للعودة إلى الولايات المتحدة.

وبدأ التخطيط للرحلة قبل أسابيع، لكن دائرة ضيقة جدًا من مسئولي البيت الأبيض كانت على دراية بذلك، وذهب البيت الأبيض إلى آفاق جديدة لتجنب إثارة الشكوك.

في صباح يوم الخميس، نشر حساب realDonaldTrump تغريدة غير ملحوظة تمنى للأمريكيين عيد شكر سعيد، وتم تحديد تلك التغريدة وعدة تغريدات أخرى في وقت متأخر من يوم الأربعاء وفي وقت مبكر من يوم الخميس قبل الموعد المحدد لتفادي إثارة الشكوك حول رئيس نادرًا ما يمضي أكثر من عشر ساعات دون التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي.

وانضم إلى ترامب في الرحلة حفنة من المساعدين وهم رئيس أركان البيت الأبيض بالإنابة ميك مولفاني ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين ونائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جود ديري وجريشام، كما انضم السناتور جون باراسو، وهو جمهوري من ولاية وايومنج.

وعندما غادر ترامب الطائرة في أكبر قاعدة جوية للولايات المتحدة في أفغانستان، استقبله رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي.

وصل ترامب في الوقت المناسب لتقديم عشاء عيد الشكر لعشرين جنديًا قبل الجلوس لتناول الطعام مع باراسو وقائد متمركز في باجرام.