حين تمتزج القوة بالرحمة.. بطولات إنسانية من دفتر قواتنا الأمنية (صور)

قبل تخرجهم من الكليات العسكرية، يحلفون القسم على حماية أراضي مصر، يبذلون قصارى جهدهم في تحقيق الأمن للوطن والمواطنين، بطولات وإنجازات يحققونها تخلد أسمائهم عبر التاريخ، وغيرها من المواقف الإنسانية التي تُخلد لهم، ففي الأيام الماضية تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعض من المواقف الإنسانية لرجال القوات المسلحة، وغيرها ممن ضحوا بأنفسهم من أجل تحقيق أمن وسلامة المواطنين، وكان البعض منهم ضحايا عمليات من صنع جماعة الإخوان الإرهابية.  

 

ويرصد موقع «السُلطة» بعض الحالات الإنسانية لرجال القوات المُسلحة ووزارة الداخلية، سواء كانوا على قيد الحياة، أو أحياء عند ربهم يُرزقون:

 

أحمد نافع وطفلة تاجر المُخدرات

عيون خائرة، جسد نحيف، رعب شديد عايشته الطفلة القبطية من الإرهاب بالمنيا، حتى يأتي ضابط الشرطة ويقف بجوارها ليرسم على وجهها البسمة ويعيد لها الأمن واستقرارها النفسي، وانتشرت صورة الضابط والطفلة صفحات التواصل الاجتماعي، لتسجل ملحمة جديدة لقوات الشرطة في محاربة الإرهاب وإنسانيتهم في حماية المواطنين.

 

فالعيون الساهرة تطبطب على الصغار وتداعب البراءة، في نفس الوقت الذي تعمد فيه المنظمات المشبوهة إلى تجاهل الصور المبهجة للأمن المصري، وهذه الصورة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك كذب مزاعم هيومان رايتس التي تشوه مشهد أبطال الداخلية الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن فى مواجهة الإرهاب الغاشم.

 

نقيب الغارمات

مباردة أطلقها النقيب محمد جمال، أثارت الجدل فور إعلانها، لكونها فريدة من نوعها، لمساعدة الغارمين والغارمات، نجح خلالها فى جمع زكاة عدد كبير من قطاع الشرطة ومساعدة 41 من بين الغارمين والغارمات فى سداد ديونهم وخروجهم من السجن ومساعدتهم فى قضاء عيد الفطر مع ذويهم.

 

فكرة المبادرة تبادرت في ذهن النقيب، عقب بلاغ تلقاه أثناء تواجده فى مقر عمله بقسم شرطة عابدين، بضبط لص بالمنطقة، فانتقل إلى مكان البلاغ، وبعد التحريات تبين أن صاحب معرض أجهزة قام بضبط سيدة كبيرة فى العمر لتأخرها فى سداد قيمة إيصال أمانة بمبلغ 2000 جنيه فقط، وهو آخر قسط عليها قيمة ثلاجة قامت بضمانة ابنها لشرائها.

 

وحاول الضابط إقناع صاحب المعرض بالصبر على السيدة قليلاً حتى تسدد الأموال ولكنه رفض، وبعد قليل حضر رجل وسيدة إلى القسم وقاموا بسداد جزء من المبلغ وتم عقب ذلك تصالح الطرفين وقرر صاحب المعرض أن ينتظر لفترة حتى سداد باقى قيمة المبلغ ورد إيصال الأمانة إلى السيدة.

 

محمد عُمر.. شهيد النخوة

أما إذا فتشنا في دفاتر بطولات القوات المسلحة فنجد العديد والعديد، وكان آخرهم الشهيد المقدم شريف محمد عمر، والذي رفض أن يطلق النار على سيدتين أثناء ملاحقته العناصر الإرهابية.

 

«ما فيش حاجة بعيدة يا افندم».. هكذا كانت آخر كلمات للشهيد البطل المقاتل شريف عمر، منذ عام قبل أن يغادر عالمنا و هو يستأذن في تفتيش مكان شديد الخطورة وكأنه كان يقول دا الجنة هناك يا أفندم لو سمحت متأخرنيش.

 

الجعفري.. صائد الإرهابيين

كتب بشجاعته سطورًا تاريخية في الحرب على الإرهاب في سيناء، وذلك منذ بداية العملية الشاملة سيناء 2018، حتى لقب بـ«صائد الإرهابيين»، هكذا هو العقيد أحمد الجعفري، والذي استشهد الخميس الماضي، بعد استهداف مركبته بعبوة ناسفة من الخونة القتلة، أثناء مداهمة جبل الحلال بسيناء.

 

منسي الأسطورة.. قالوا إيه علينا دولا

كان الشهيد العقيد أحمد صابر المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، بشمال سيناء، لقى استشهاده إثر هجوم إرهابي على الكتيبة فى مدينة رفح، ومعه 10 جنود آخرين.

 

وحينما نبحث عن سيرته الذاتيه فنجد أنه من مواليد عام 1978 من محافظة الشرقية، والتحق بالصاعقة المصرية في أواخر التسعينيات، بعد تخرجه من الكلية الحربية، وكان من الضباط المميزين فى سلاح الصاعقة، وتولى قيادة كتيبة 103 صاعقة منذ عام تقريبا، وتم تكريمه في سلاح الصاعقة في شهر رمضان الماضي لكفاءته وتميزه فى أداء عمله، وانضباطه العسكري.

 

الشهيد أبوشقرة.. شبح العمليات الخاصة

قبل الحادث بنصف الساعة اتصل بي ووالدته وشقيقاته الثلاث وخطيبته يودعنا.. بهذه الجملة استهل والد الشهيد النقيب محمد عبد العزيز أبو شقرة، حديثه عن سيناريو الدقائق الأخيرة قبل وفاة نجله الشهيد.

 

وقال: «ترقبنا اتصالا آخر منه ولم تمض سوي ساعه واحده.. حتي جاء الخبر المشئوم بأن محمد استشهد فهرولت مسرعا إلي مستشفي الشرطة ويراودني الأمل بأنه مازال علي قيد الحياة».

 

الشهيد أبوشقرة، والملقب بـ«الشبح» هو ضابط متخصص في عمليات الإرهاب الدولي وحصل على أعلي الأوسمة والتدريبات القتالية، واستطاع أن يتفوق على أكثر من 120 ضابط صاعقة في مسابقة أقيمت في الأردن، وفاز بها الشهيد بالمركز الأول.

 

محمد أبو شقرة كان من اكفأ 10 ضباط مقاتلة في وزارة الداخلية ورغم مكانه الحساس كظابط أمن وطني مقاتل، إلا إنه استشهد وهو في جيبه 30 جنيه وداخل سيارة نصر 128 حيث كان دائم الصلاة ومحب للأطفال حيث يحكي صديقه أن الشهيد لم يتزوج وانما تكفل بطفل يتيم اسمه عبد الله ووعده أن يكون في المستقبل ضابط شرطة.