«وول ستريت جورنال»: ارتفاع أسعار الهواتف تدفع آبل وتغرق سامسونج

ذكرت صحيفة «وول ستريت»، أن العقد الثاني من عصر الهواتف الذكية، أدخل شركتي سامسونج وآبل، في رهانات على الأسعار لمنتجاتهم.

وقالت الصحيفة في تقرير مطول عن سوق الهواتف الذكية بين آبل و سامسونج، إن الشركة الأولى تتميز بنظام تشغيل حصري ميزات جديدة لتبتعد بذلك عن تباطؤ سوق الهواتف، فيما فشلت أحدث إصدارات سامسونج «Galaxy S9» بعد مرور عامًا على إطلاقه في منافسة هاتف آبل.

وذكر التقرير، أن الشركة الأمريكية، أعلنت عن تحقيق إيرادات مبيعات قياسية في الربع الثالث من العام على التوالس، حيث ساعد الطلب القوي على هاتفها «اي فون X» البالغ سعره 999 دولار، على رفع متوسط أسعار بيع «iPhone» بنسبة 20٪ إلى 724 دولارًا أمريكيًا خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو الماضي.

قبل يوم واحد فقط ، أعلنت شركة سامسونج عن أرباحها للهواتف الذكية، حيث كان عدد أقل من المشترين الذين رغبوا في شراء هاتفها الجديد «جلاكسي اس 9» البالغ سعره 1000 دولار .

وأكد محللون للصحيفة، أن آبل، اعتمدت على علامتها التجارية الممتازة وخصائصها الجديدة ونظام التشغيل الحصري، لتحقيق أسعار قياسية، فيما فشلت سامسونج، وتراجع مبيعات «Galaxy S9» نظرًا لراتفاع سعره، وتحول المستهلكون إلى الأجهزة منخفضة السعر من منافسي نظام تشغيل اندرويد الذي تتبعه سامسونج.

وأشرت الصحيفة، إلى أن الشركة الأمريكية، نجحت في كسب حصة من السوق من نظيرتها الكورية الجنوبية، خلال الربع الثاني، مع ارتفاع سهم «آي فون» إلى 12٪ مقارنة بالعام الماضي، فيما انخفضت سامسونج إلى 20 ٪ من 22 ٪، وفقًا لما ذكره نيل ماوستون، المحلل في استراتيجي اناليتيكس.

وقال باتريك مورهيد رئيس شركة مور إنسايتس آند ستراتيجيك للتكنولوجيا: إن آبل نجحت في دفع الناس إلى ترقية هواتفهم الذكية، بطريقة جديدة ما ساعد على رفع أسهمها في السوق، على عكس سامسونج.

وارتفعت أسهم آبل بنسبة 5.4٪ إلى 200.56 دولار، وسجلت في وقت سابق سعر 201.32 دولارًا.

وكانت قد رفعت الشركاتن الأسعار في العام الماضي، لأحد هوافتهم وأكثرهم تطورًا، ما دفع الناس إلى التمسك بأجهزتهم لفترة أطول، ومع دخول عدد أقل من المشترين الجدد إلى السوق، أصبح سوق الهواتف الذكية مشبعًا إلى حد كبير، خاصة في الولايات المتحدة حيث يوجد هاتف ذكي واحد تقريبًا لكل شخص.

وبررت آبل، رفع سعر هاتفها الجديد «iPhone X» الذي تم تقديمه في سبتمبر الماضي، عن طريق إضافة ميزات مثل التعرف على الوجوه وأول صمام عضوي عادي للضوء، أو شاشة «OLED».

وقال محللون إن المزايا المقترحة تشير إلى أن العملاء سيحصلون على فائدة إضافية من الجهاز الجديد المرتفع الثمن، كما ساهمت العلامة التجارية للشركة في تبرير رفع الأسعار، فضلًا عن نظامه المميز الخاص بآبل.

وأشار التقرير، إلى أن احتكار آبل لنظام «آي.او.اس» يعني أن المستخدمين الذين يتحولون إلى جهاز منافس عليهم أن يتعلموا نظامًا جديدًا ومن المحتمل أن يتخلوا عن بعض المعلومات المخزنة على الهواتف القديمة.

وساعدت تلك المميزات الشركة في الاحتفاظ بما يقرب من 92٪ من مالكي أجهزة «iPhone» الذين يقومون بالترقية إلى أجهزة جديدة مقارنةً بمعدل الاحتفاظ بـ77٪ من سامسونج ، وفقًا لـ«Morgan Stanley» المتخصصة في الأبحاث.

وفي ذات السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك، إن نجاح آيفون إكس أثبت صحة استراتيجية التسعير الخاصة بالشركة، مضيفًا: «لقد قمنا بتسعيرها على مستوى يمثل قيمة ذلك، ولا يمكننا أن نكون أكثر سعادة لأنه كان جهاز iPhone الأعلى مبيعًا منذ الإطلاق».

وأكد محللون للصحيفة، أن سامسونج ستعتمد سعر معقول لهاتفها الجديد المقرر طرحه خلال العام الجاري «Galaxy Note 9» على الرغم من أن الشركة فازت على نظيرتها الأمريكية، في السوق مع شاشة هاتف أكبر عام 2011 وأضافت شاشة من الحافة إلى الحافة بالنسبة لأجهزتها في عام 2017، لتبدوا هواتفها مشابه لبعضها، مما جعل بعض المستهلكين يشكك في الترقية إلى الهاتف الجديد.

وأكد المحللون أن اعتماد الشركة الكورية على نظام أندرويد، من جوجل، والذي يدير أكثر من 80٪ من الهواتف الذكية في العالم، جعل سامسونج عرضة لمنافسة أقوى من منافسي أندرويد.

وتعهدت سامسونج بالرد على نفسها من خلال دفع الاختراقات المستقبلية، مثل تصاميم الهواتف الجديدة والهواتف المحمولة المجهزة للجيل الخامس، أو الشبكات اللاسلكية 5G.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في الشهر الماضي أن مبيعات «Galaxy S9» الضعيفة دفعت الشركة إلى تقديم هاتف محمول بشاشة قابلة للطي في أوائل العام المقبل.

وأثبتت آبل نجاحها أكثر من سامسونج في رفع الأسعار، ويعني أن استمرار النجاح يتوقف على قدرة صانع أجهزة «iPhone» على جذب المستهلكين بميزات جديدة، و يتوقع المحللون، أن تطلق آبل ثلاثة أجهزة جديدة في سبتمبر المقبل.