شيخ الأزهر: لولا ثروات إفريقيا لما تحققت النهضة الغربية
كتب كريم المالح موقع السلطةاستقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الإثنين، بمشيخة الأزهر، الرئيس الموريتاني محمد ولد الغَزْواني؛ لبحث سبل تعزيز التعاون العلمي والدعوي المشترك، وسبل تعزيز الاستفادة من الدعم الأزهري لأبناء موريتانيا.
ورحَّب الإمام الأكبر بالرئيس المورتياني في بلده الثاني مصر، وفي رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا اعتزاز الأزهر بالعلاقات التي تربطه بالشعب الموريتاني، وهي علاقة العلم والعلماء، وتقدير الأزهر لعلماء موريتانيا باعتبارهم المصد للثقافات الغربية الدخيلة التي تسعى لاقتلاع المسلمين من ثقافتهم وجذورهم، وتميز علماء موريتانيا في حفظ المتون والحفاظ على التراث الإسلامي.
وأكَّد الإمام الأكبر، أن الأزهر لا يتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم لأبناء وشعوب القارة الإفريقية، ويحمل على عاتقه الارتقاء بإفريقيا، ورفع كفاءة أبنائها لتعزيز الاستفادة من مواردها الطبيعية، وتعزيز قدراتهم في مواجهة التحديات المعاصرة، التي تعد أبرزها تلك الأجندات والخطط الغربية التي تستهدف استدامة التخلف الإفريقي، وإبقاء الوضع كما هو عليه حتى يتسنى لهم السيطرة على خيرات إفريقيا وثرواتها وموادها الطبيعية، وتسخيرها في خدمة مطامعهم وتقدمهم.
موضوعات ذات صلة
- شيخ الأزهر: موقف الظاهر بيبرس في مواجهة التتار دفاع شامل عن الحضارة الإسلامية
- شيخ الأزهر: من حق الزوج على زوجته أن تراعي حالته عسرًا ويسرًا
- شيخ الأزهر: من الحقوق الشرعية المشتركة بين الزوجين حفظ أسرار الزوجية
- خيرٌ من ألف شهر: مصلو الجامع الأزهر يستعدون لليلة القدر بالدعاء
- شيخ الأزهر: مقياس الدين في شريك الحياة يؤسس الأسرة على قواعد صلبة
- نصائح مهمة من شيخ الأزهر لكل فتاة قبل اختيار شريك حياتها
- شيخ الأزهر: الإسلام جاء لترسيخ حق المساواة والقضاء على كل أشكال الطبقية والتمييز العنصري
- أحمد عمر هاشم يعود إلى رحاب الجامع الأزهر ويلقي درس التراويح
- شيخ الأزهر: المقصد من تشريع الضرب لحالة النشوز ليس إهانة الزوجة وإنما ردها لصوابها
- لماذا نعبد الله؟.. باحث بمرصد الأزهر يجيب| فيديو
- شيخ الأزهر: الضرب بقصد الإهانة أو الإيذاء لأي إنسان حرام شرعا
- وكيل الأزهر يبين ما يجب فعله في رمضان من أجل رضوان الله
وشدد على أنه لا بديل عن الاتحاد للنجاح في مواجهة هذه الأطماع، متابعًا:"لولا ثروات إفريقيا لما تحققت النهضة الغربية".
وأشار إلى أن الأزهر يسعد بتقديم ٢٥ منحة دراسية لأبناء موريتانيا للدراسة في جامعة الأزهر في مختلف التخصصات، وهي منح يتحمل الأزهر تكاليفها بشكل كامل، مؤكدًا استعداد الأزهر لتخصيص غالبية هذه المنح لدراسة الطب والصيدلة والهندسة، تلبية لحاجة الشعب الموريتاني، معربًا عن ترحيبه بأئمة موريتانيا للالتحاق بأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتخصيص منهج دراسي يناسب الداخل الموريتاني ويلائم التحديات الموريتانية المعاصرة.
من جهته؛ أعرب الرئيس الموريتاني، عن سعادته بلقاء الإمام الأكبر ووجوده في الأزهر الشريف، هذا الصرح العلمي الكبير الذي ظل شامخًا لأكثر من ألف عام لنشر العلوم وبث رسالة الإسلام الخالدة، وتكفل علمائه بإزالة اللبس عما أُشكل من أحكام الدين والدنيا، وبذلوا بسخاء من خزائن العلوم والمعارف ما نهلت منه العقول في شتى أنحاء العالم الإسلامي.
وقال الرئيس الموريتاني:"إن وجودنا في الأزهر اليوم؛ هو بمثابة تكريم لنا، فللأزهر الشريف منزلة كبيرة في قلوب الشعب الموريتاني، ووجودنا في هذه المؤسسة العتيقة يذكرنا بعلماء موريتانيا الذين درسوا في الأزهر فتعلموا وعلموا، ونقلوا العلوم والمعارف.
وواصل:"وهذا يبرهن حاجتنا اليوم إلى استمرار عطاء الأزهر وتعزيز إشعاع هذه المعلمة الحضارية، وتصديه لكل أشكال الغلو والتطرف والإرهاب، ودفاعه عن الإسلام خاصة في ظل الحملات التي استهدفت تشويه صورته زورًا وبهتانًا، وما ترتب على ذلك من حملات عدائية تجاه الإسلام والمسلمين في العديد من دول العالم".
وأشار الرئيس الموريتاني إلى شعوره وتقديره لجهود الأزهر واهتمامه بأبناء القارة الإفريقية، وما يقدمه للأمة انطلاقًا من مكانته وحجم الطموحات التي يحملها المسلمون حول العالم تجاه هذه المؤسسة الإسلامية العريقة، مشيرًا إلى تطلع بلاده للاستفادة من خبرات الأزهر في تكوين الكوادر والكفاءات الوطنية المؤهلة للإسهام في تطوير منظومة التربية والثقافة، وسعي بلاده لتعزيز التعاون مع جامعة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وزيادة تنسيق الجهود مع المؤسسات الموريتانية في المجالات الدعوية والاجتماعية والعلمية.
كما تناول اللقاء كيفية تعزيز الاستفادة من المنح الأزهرية المقدمة لأبناء موريتانيا للدراسة في الأزهر، والتغلب على كل التحديات والصعوبات وتيسير التحاق الموريتانيين بجامعة الأزهر، ووضع خطة عمل واستراتيجية لضمان شغل كل المنح الدراسية المقدمة من الأزهر لأبناء الشعب الموريتاني.