تزايد نفوذ تنظيم فرسان العزة التابع لـ داعش في فرنسا: أنشطة تجنيد وتمويل سري

كشفت تقارير حديثة عن تصاعد ملحوظ في نشاط جماعة "فرسان العزة" (Forsane Alizza)، وهي منظمة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في فرنسا، خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما عبر منصات التواصل الاجتماعي.


ويبدو أن التنظيم يسعى لتجنيد الشباب وتأسيس شبكة منظمة ومستدامة بهدف الترويج لأيديولوجيته المتطرفة، وزيادة نفوذه، وإذكاء الانقسامات الاجتماعية.

وبحسب وسائل إعلام فرنسية، على الرغم من محاولات المجموعة لإخفاء المدى الحقيقي لعملياتها، تتزايد المؤشرات على وجودها على المستوى المحلي. تشير التقارير إلى أن "فرسان العزة" نجحت في التغلغل في بعض المجتمعات، وإنشاء قنوات اتصال مغلقة، ونشر أيديولوجية متشددة من خلال منصات رقمية تستهدف الشباب تحديداً.

وبحسب التقارير، فإن استراتيجية التنظيم ترتكز بشكل أساسي على العمليات الرقمية. ويشمل ذلك نشر الفيديوهات والرسائل الدعائية التي تستغل مشاعر العزلة والاغتراب لدى بعض الشباب وإنشاء مجموعات مغلقة على الإنترنت وعروض التجنيد التي تتم في عدة حالات تحت ستار "المساعدة الإنسانية"، مستغلين منصات يصعب مراقبتها وتنظيمها.

وبحسب المواقع، فإن هذا التواصل يوفر شعورًا بالهوية والانتماء، ويشجع على الانخراط في بناء مجتمع أيديولوجي متطرف عبر الإنترنت. تشير وسائل الإعلام إلى أن هذا عادةً ما يتزامن هذا النوع من النشاط مع تطوير آليات تمويل سرية يمكن أن تتوسع بسرعة وتعمل إلى حد كبير بعيدًا عن أعين الجمهور.

وتشمل هذه الآليات، قنوات التبرعات المجهولة، والتجارة عبر الانترنت، وشراء الأصول الصغيرة، إضافة إلى تحويل الأموال غير المصرح به عبر هياكل تجارية مشروعة. وتُستخدم هذه الموارد لتمويل جهود الدعاية، وتوفير الدعم اللوجستي، وربما إنشاء بنى تحتية لتسهيل أي أنشطة عنيفة مستقبلية.

وتذكر مصادر متخصصة أن هذا التطور يبرهن مجددًا على قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على التكيف مع الظروف المتغيرة، حيث يحول مركز ثقله من مناطق النزاع التقليدية إلى أنشطة سرية داخل الدول المتقدمة، وخاصة في فرنسا. وتشير التقييمات الحالية إلى أن التنظيم قد يسعى إلى توسيع عملياته في الأشهر المقبلة، وتحديداً في المجال الرقمي، معتمدًا على شبكات الدعم والتمويل التي نجح في إقامتها. يؤكد هذا المسار على الحاجة إلى إجراءات سريعة ومنسقة من قبل السلطات الفرنسية لمنع تعميق جذور الأيديولوجية المتطرفة داخل البلاد.