”الست” و”بليغ”.. حققا طفرة في الغناء وتركته بسبب وردة

"الله عليكُ يا ست، أنا جايلك من آخر الدنيا يا ست".. كانت هذه من أشهر الجمل التي قيلت لأم كلثوم، في حفلاتها، فهي الأولى بين مطربين ومطربات جيلها لسنوات طويلة، وهي أيقونة الغناء التي مازالت حتى يومنا هذاالنجمة في سماء الفن العربي والمثال الذي يحاول أن يُحتذى به من يريد أن يغني.

ما بين هجر وفراق ولوعة وحب، قدمت "الست"، الكثير من الأغنيات التي صنعت بها حالة من الهيام والعشق في قلوب وعيون معجبيها ومريديها، بعد أن وصلت بجمهورها لحالة من التجلي، والافتتان.

قدمت روائع عدة مع الملحنين منهم رياض السنباطي في "القلب يعشق كل جميل" و"حيرت قلبي"، و"لسه فاكر"و محمد القصبجي في "رق الحبيب" و "مادام تحب بتنكر ليه" و"حسيبك للزمن".

إلى أن عرض عليها المطرب والملحن وصاحب شركة الإنتاج الموسيقي محمد فوزي، أن تستمع إلى لحن شاب جديد وهو بليغ حمدي، أعجبت أم كلثوم بألحان هذا الشاب وقررت أن يلحن لها، وكانت البداية بأغنية "حب إيه" ، التي كانت من كلمات عبد الوهاب محمد، والتي تم طرحها عام 1960.

بعد نجاح هذه الأغنية، أصبح لابد من وجود أغنية سنوية ضمن أغنيات "الست"، يقوم بتلحينها بليغ حمدي، بمبلغ 5000 جنيه، وبذلك كان يعتبر ملحن يتقاضى الكثير من الأموال، مع كل أغنية كان يقدماها معًا كانا يحققا نجاح كبير، فقد حقق بليغ، للـ"ست"، نقلة نوعية في تاريخها الفني، من حيث الألحان وأفكار الأغنيات التي تقدمها.

قدما معًا أغنيات منها: "ألف ليلة وليلة" و"فات الميعاد" و"أنساك"، و"حكم علينا الهوى" و"ظلمنا الحب" وغيرهما، إلى أن آخر أغنية قام بدنتنها لوردة هي "حكم علينا الهوي"، وانقطعت الست في آخذ الألحان من بليغ حمدي.

شعرت أم كلثوم بالغيرة من وردة التي وهب بيلغ حمدي حياته المهنية لها، وقالت "الست" في إحدى المرات أن "العبقري"، يعطي أفضل الألحان لزوجته وأن مستواه تراجع في العمل معها، وبالتالي قررت أن تُنهي عملها معه.

فبالرغم مما غنته "الست"، عن الحب والهيام والوجد، إلا أنها في حقيقة الأمر شخصة عملية جدًا، ولا تقبل أن تشعر بأنها درجة ثانية في حياة العاملين معها، فهي السلطانه على الكل.