موقع السلطة
السبت، 20 أبريل 2024 09:40 صـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
مصر

الإفتاء: الإخوان تستغل سلاح الفتاوى فى نشر الفوضى والتخريب

الإفتاء
الإفتاء

سلّط المؤشر العالمى للفتوى «GFI»، التابع لدار الإفتاء المصرية، الضوء على تأثير استخدام الفتاوى المتجزأة والمسيسة فى حروب الجيل الخامس التى تهدد الدول والمجتمعات، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعى، التى تستغلها التنظيمات الإرهابية بطريقة ممنهجة، وتستخدم فيها المواطنين كلاعب رئيس فى نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار.

وذكر المؤشر، فى تقرير، أمس، أن أهم أهداف تلك الحروب هى نشر الشائعات وقلب الحقائق وهز ثقة المواطنين فى مؤسسات ورموز الدول وقياداتها، مشيرًا إلى أن الحروب الجديدة أصبحت حروبًا نفسية تعتمد على الأفكار والمعتقدات.

وذكر أن التنظيمات المتطرفة لجأت مؤخرًا إلى حروب الجيل الخامس، نظرًا لأنها تتميز بعدم المركزية بين عناصر الدول المتحاربة، إضافة إلى قلة تكلفتها المادية، فضلًا عن أنها تُشنّ دون قيود ومعايير أخلاقية، وذلك عبر استخدام التكنولوجيا والإنترنت كوسائل هجومية تحقق مصالح فردية ذات أهداف ضيقة، علاوة على أنها بعيدة عن رقابة الدولة وخارج السيطرة، كما أنها تصنع من الشعوب لاعبًا معها فى معاركها بأقل تكلفة لما تنشره من أكاذيب وشائعات.

وتطرق مؤشر الفتوى إلى المجالات الجديدة لصراع حروب الجيل الخامس، لافتًا إلى أنها تتمثل فى أربعة مجالات، أولها المجال المادى، ويبرز من خلال الوسائل التقليدية للحروب، مثل الجو والبحر والبر بمدى زمانى ومكانى معين، أما ثانى المجالات فهو المجال المعلوماتى، ويتم من خلاله خلق المعرفة والتلاعب فيها ومشاركتها.

وأضاف المؤشر أن ثالث مجالات حروب الجيل الخامس هو المجال الإدراكى، وهو المجال الذى توجد فيه عقيدة المحاربين وأيديولوجياتهم وتكتيكاتهم، وآخر هذه المجالات هو المجال الاجتماعى، وهو مجال الثقافة والدين والقيم والاتجاهات، مؤكدًا أن التنظيمات الإرهابية قد وظفت الفتاوى فى كل هذه المجالات لكى تحقق غايتها من هدم الدول وتنفيذ أجنداتها.

وأوضح المؤشر أن التنظيمات الإرهابية تطلق الفتاوى على وسائل التواصل وتشعل من خلالها الفتن، مبينًا أن الدعوة لزعزعة أمن واستقرار الدول والمجتمعات تتصدر مجالات فتاوى حروب الجيل الخامس بنسبة ٣٣٪، مثل فتوى وردت فى صحيفة النبأ التابعة لتنظيم داعش الإرهابى العدد «٥٠»، تضمنت أن «إشعال النار من أسهل الوسائل للنكاية فى العدو، وضررها عليه كبير، فما عليك سوى التوكل على الله وإشعال النار والانسحاب من المكان وستقوم النيران بما يجب بعد توفيق الله».

وكذلك فتوى تنظيم القاعدة عام ٢٠١٨ التى جاء فيها: «ندعو أهلنا فى الشام خاصة والأمة عامة لدعم أبنائهم المجاهدين والالتفاف حول خيار العز، حتى نيل إحدى الحسنيين».

وأشار مؤشر الإفتاء إلى أن هناك فتاوى اجتماعية تثير اللغط وتشكك المسلمين فى ثوابتهم الدينية، بهدف زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى الإفتائية، وهى تدخل أيضًا ضمن حروب الجيل الخامس، مثل إباحة زواج المرأة المسلمة من المسيحى، وأخرى تقول إن «صلاة الجمعة ليست فرضًا وهى غير موجودة أصلًا».

وأوضح المؤشر أن الفتاوى ذات الأهداف السياسية حلت ثانيًا بنسبة ٢٧٪، وتجلت فى أوضح صورها فى فتاوى جماعة الإخوان الإرهابية بعد سقوطها فى مصر عام ٢٠١٣، وهو ما تعيده الجماعة عبر وسائل التواصل الاجتماعى هذه الأيام عبر أذرعها الهاربين، مثل فتواهم القائلة بأن «التظاهر هو عمل وعبادة مقربة إلى الله».

وكذلك فتوى أخرى تضمنت قول أحد قادة الجماعة الإرهابية إن «العصيان المدنى والتظاهر ضد النظام هو أحد وسائل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، وفتواهم المُحرمة للتصويت والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية المصرية لعام ٢٠١٤، رغم حشدهم لانتخابات ٢٠١٢ التى شاركوا فيها.

كما أفتى أحد المتعاطفين مع الجماعة الإرهابية خلال اعتصامى رابعة والنهضة بأن «الاعتصام فى ميدان رابعة أهم من أداء العمرة»، تحت زعم أن الجماعة تمر بنوع من الجهاد، إضافة إلى الفتاوى المستمرة حتى اليوم والتى تبيح بل وتحثّ مرارًا وتكرارًا على قتل رجال الشرطة والجيش المصريين.

كما سلط مؤشر الإفتاء الضوء على فتاوى الجيل الخامس الداعية لهدم اقتصاديات الدول والمجتمعات، التى جاءت بنسبة ٢٥٪، سواء عبر القيام بعمليات إرهابية تضرب أهدافًا استراتيجية ذات أبعاد اقتصادية، أو إنشاء عُملات افتراضية أو رقمية مثل «بيتكوين» وغيرها، للتأثير بشكل آخر على دعامة أساسية من دعائم الأوطان والشعوب.

واستدل المؤشر على ذلك بفتوى منسوبة لتنظيم «داعش» بجواز التعامل بالعُملات الرقمية وأبرزها «بيتكوين» لتيسير عملياته الإرهابية، حيث أفتى شخص يدعى تقى الدين المنذر، فى وثيقة تحت عنوان «بيتكوين وصدقة الجهاد» بأن «العملة الافتراضية تمثل حلًا عمليًا للتغلب على الأنظمة المالية للحكومات الكافرة»، بل اهتمت الوثيقة بشرح كيفية استخدام هذه العملة وإنشاء الحسابات المالية على الإنترنت، ونقل الأموال دون لفت الانتباه.

واختتم المؤشر العالمى للفتوى تقريره بالإشارة إلى أن ١٥٪ من الفتاوى التى تتناولها وسائل الإعلام الغربية والسوشيال ميديا مجتزأة، وتدخل ضمن حروب الجيل الخامس، وذلك كله بهدف الخوف والرهاب من الإسلام ونشر صورة ذهنية سلبية عنه، وبالتالى تنمية وتغذية ظاهرة «إسلاموفوبيا».

وأوضح المؤشر أن أبرز تلك الفتاوى فتوى مذكورة فى موقع المركز الإسلامى بميونخ «IZM» تُجيز ضرب الزوج لزوجته الناشز «وهى من لا تُطيع زوجها فيما يجب عليها طاعته فيه شرعًا».

وبيّن المؤشر أن فتاوى الجهاد مثلت ٩٠٪ من جملة الفتاوى التى تنمى ظاهرة «إسلاموفوبيا»، ودعت غالبيتها لنشر العنف والفكر المتطرف، ومعاداة الدول والدعوة للتخريب والخروج عن الأنظمة.

وخلص المؤشر إلى بروز اتجاهين فى فتاوى الغرب حاليًا، الأول ينشر التشدد والإساءة للمفاهيم الصحيحة للإسلام، والثانى يروّج للتطرف ويتجه للإسلاموفوبيا، وكلاهما يُعد حربًا من حروب الجيل الخامس وإن لم يقصد ذلك.

وأوصت وحدة الدراسات الاستراتيجية القائمة على عمل المؤشر بتفعيل دور المؤسسات الدينية فى الدول العربية والإسلامية بشكل أكبر، نظرًا لما تسهم به من أدوار متعددة فى بناء المسلم المعتدل، والوقوف كحائط صد وأمان ضد ظاهرتى التطرف والإرهاب، وما يحيط بهما من مظاهر أخرى مثل الرهاب من الإسلام وخطابات الكراهية وأعمال العنف ونشر الشائعات والمعلومات المغلوطة.
كما أوصت الدول العربية والإسلامية بمواجهة التحديات الفعلية لخصائص وطبيعة حروب الجيل الخامس، وأن تتعامل معها بشكل مؤسسى كلى، وألا تقع فى فخ التعامل الجزئى معها، الذى قد يتناول عدة قطاعات فى الدولة كل منها يرى نفسه فى مشكلة منفصلة عن القطاع الآخر، مما يزيد من حالة الفوضى والانقسام بين أبناء المجتمع.

البنك الأهلي
الإفتاء الإخوان أخبار مصر الأزهر الفتاوى
serdab serdab serdab serdab
CIB
CIB