موقع السلطة
الجمعة، 17 مايو 2024 09:09 صـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
تقارير

مقهى «أندريا».. خواجة المنصورة اليوناني.. قِبلة أنيس منصور وأم كلثوم

موقع السلطة

مدينة المنصورة إحدى المدن المصرية التي قطنها اليونانيون ربّما منذ العام 1840؛ فقد كانت الجالية اليونانية بها لا تقلّ أهمية عن الجالية اليونانية في الإسكندرية، وإن فاق عددهم في الإسكندرية عددهم في المنصورة، إلا أنّ الثقافة اليونانية القائمة على التجارة والاقتصاد لم تكن حِكرًا على الإسكندرية فقط، بل امتدّت لتشمل سائر المدن المصرية التي اتخذها اليونانيون موطنًا لهم، كالزقازيق وطنطا وميت غمر وبورسعيد وأسيوط.

كان اليونانيون «شُطّارًا» للغاية في التجارة وجمْع المال من خلال إنشاء البارات والقهاوي ومحلات البقالة والخردوات ومطاحن البُنّ والمخابز الإفرنجية، ولم يكن الخواجة «كوستاسيوس أندريا» بِدعًا في ذلك؛ فالرجل قطن المنصورة، واختلط بأهلها ووُجهائها وانطلق لسانه باللهجة المصرية الممزوجة بالرّطانة اليونانية المشهورة، وبنظرته التجارية الثاقبة اختار، في العام 1920، على بحر المنصورة «النيل» في مقابل كوبري طلخا الذي يربط بين المنصورة وطلخا، موقعًا لافتتاح مقهى وبار يحمل اسمه «أندريا»، ليكون هذا المقهى - تقريبًا - هو الثاني في مدينة المنصورة بعد المقهى الأهلية المعروفة حاليّا باسم «قهوة معروف» في السكة الجديدة.

كان مقهى «أندريا» بداخله «بار» مُرخّص يقدّم الخمور والبيرة للمواطنين اليونانيين والمصريين على السواء، وصار قبلة لمواطني المنصورة وغيرهم؛ خصوصًا أن موقعه كان متميزًا، بالإضافة إلى أن الخواجة «أندريا» استغلّ إطلال المقهى على النيل بأن أعدّ مُلحقًا للمقهى على النيل تحفّه وتغطيه الأشجار، مما جعل كثيرين يفضّلون قضاء أماسيهم ولياليهم في هذا المقهى ذي الموقع الجميل.

موضوعات ذات صلة

ولم يكن مقهى «أندريا» عاديًّا، فإلى جانب خدمته الممتازة ونظافته، كان موئلًا لكبار تجار القطن والعقارات والأراضي، فقد كانت المنصورة - آنذاك - مركزًا لتجارة القطن في الدلتا، كما كان قبلةً لبعض الكُتاب والفنانين، خصوصًا أبناء محافظة الدقهلية، فقد شهد مقهى «أندريا» زيارات مكرورة للكاتب أنيس منصور وأم كلثوم وفاتن حمامة.

بِيعَ المقهي في العام 1958، لأحد المصريين، وكان من حظّ الخواجة أندريا أن المصري الذي اشترى مقهاه أوصى ورثته بعدم إزالة اسم «أندريا»، ليبقى اسمه خالدًا حتى الآن، على الرغم من أن حالة المقهى حاليًا ليست على ما يُرام، فالمبنى العتيق ذو الطابقين، الذي يضمّ المقهى ومقرّ حزب التجمُّع بالمنصورة، قد تأُثّر كثيرًا بتفجير مديرية أمن الدقهلية (ديسمبر 2013) الكائنة إلى جواره، ومظاهر الخدمة الممتازة فيه قد تلاشت أوتقلّصت، فلم يعُدْ مقهى «أندريا» مكانًا للبهجة والوَنَس كما كان، بل صار مقهى عاديّا يشتكي روّاده من صعوبة دخوله بسبب السيارات الكثيرة المركونة التي تسدّ مدخله.

البنك الأهلي
مقهى أندريا المنصورة الزقازيق الإسكندرية بار كوستاسيوس أندريا
tech tech tech tech
CIB
CIB