هرب من أحزانه ووحدته إلى السينما.. مكتشف المواهب «حسن حسني»

ولد الفنان الكبير حسن حسني في مدينة القاهرة عام 1931، وفقد والدته في سن السادسة من عمره وهذه الحادثة أثرت فيه في كل حياته.

 أحب التمثيل منذ نعومة أظفاره وشارك في جميع الفرق المسرحية في مدرسته وحصل على العديد من الميداليات وشهادات التقدير من وزارة التربية والتعليم.

في بداية الستينات انتسب إلى المسرح العسكري التي كانت تابعة للجيش وقدم الكثير من المسرحيات مع الفرقة بالإضافة إلى مشاركته بأدوار صغيرة في عدة أفلام هي لا وقت للحب عام 1961، بنت الحتة عام 1964 ولا وقت للحب عام 1967.

عندما توفت والدته كان في «السينما»، ومنذ ذلك الوقت كانت السينما هي الملاذ والمفر من فقدان الأم، وفقدان نفسه، والهرب من الحزن والوحدة.

ومن المتضح أن فقدان «والدته» أورثه التشبث بكل شىء في الحياة، خوفًا من تجربة شعور الفقد مرة أخرى، خوفًا من عجزه عن تعويض الأشياء التي تهرب من بين أصابعه، بعد أن صلب عوده، بدأ رحلته في السينما، يعمل ليل نهار، بعد أن اكتشفه الفنان حسين رياض، رضخ للعمل في المسرح العسكري، خوفًا من «الركنه»، وكان رفيقه في الخوف الفنان حسن عابدين.

حُل المسرح العسكري، بعد نكسة 67، حسن حسني في الشارع، انضم بعدها لمسرح تحية كاريوكا، في نهاية السبعينات، وقدم دور الموظف المرتشي في مسلسل«أبنائي الأعزاء شكرًا»، وكانت هي البداية، ولعبت، ظهر في «الكرنك»، «سواق الأتوبيس».

 

وظن أنه سيجلس على كنبة الأنتريه ويختار، سأؤدي هذا الدور، لا لن أؤدي هذا، لكنه ظل على الكنبة 3سنوات، فنهض مرغمًا، وأدى أدوار من أجل مال تارة، وأدوار من أجل قعدة البيت وحشة، وظهر وقتها في«البرىء»، «زوجة رجل مهم»، «البدرون»، «المغتصبون»، الذي ظهر فيه بجلد مختلف عن الأدوار التي ظهر من خلالها هذه الفترة، لدرجة أن فريد شوقي عاتب سعيد مرزوق: الدور حلو يا سعيد كان المفروض أنا اللي أعمله.

وكانت السينما تنتظر منه الكثير فبعد أعوام من الجفاء، فردت وجها وابتسمت، وكانت فترة التسعينات فترة الأزدهار والتحول وجني الثمار، حيث ظهر فيها حسن حسني في السينما والدراما، فيلم «المواطن المصري»، «بوابة الحلواني»، و«سارق الفرح»، وكان أجمل مشاهد الفيلم «عندما مات من الفرح من شدة حبه لحنان ترك»، وهو السبب في موافقة حسن حسني على الدور، بل وصل الأمر إلى انه سيوافق على المشاركة في الفيلم بدون أجر.

وشارك حسن في مسرحية «حزمني يا» التي وقف فيها «حسن »بجانب هنيدي الذي غضب من مساحة دوره الصغير، فلملم أوراقه في اليوم الرابع من عرض المسرحية، لكن «حسن حسني» دعمه، وعدّل في دوره من خلال الجلباب الذي ارتداه هنيدي بعد ذلك واخترع له «القرين»، ولحظة تعديل ديكورات المسرح كان سمير العصفوري يطلب من حسن حسني الجلوس مع هنيدي وإضافة بعض الكلمات له، واتسعت مساحة هنيدي في العرض.

 

وظهر بعدها مع علاء ولي الدين، ومن هنا جاءت تيمة «حسن حسني+وجه شاب= ربح مضمون» من ناحية الانتاج، أما من ناحية الوجه الجديد ففرصة تقديمه على ايد حسن حسني جيدة وضمان لمستقبل كبير اذا كان هذا الشاب لديه ما يؤهله.

بعد ظهروه المتكرر والكثير ظهر خيري شلبي وانتقد حسني حسني بشدة : ( ينافس الميكروب في سرعة الانتشار.. وسأسلك بحق الصداقة وعشرة العمر العميقة هل أنت في حاجة لقرشين، أنا على شدة فقرى مستعد اتصرفلك في قرشين لتحترم موهبتك العظيمة” طبعًا الهجوم على قد ما هو شرس جدًا على قد ما هو طالع من صديق غيور على موهبة صاحبه جدًا)

رغم هذا الانتقاد الشديد، لكن حسن حسني لا يهمل الشخصية التي يؤديها أبدًا، يمسك بها، فيقول:«لازم أخدها في حضني.. أوقات أفيق ليلا من نومى أذاكر عندما أكون غير متأكد من وجود الشخصية معى، فى البداية يصحبنى القلق والتوتر حتى أمسك مفاتيح الشخصية بيدي».

كان مشهد تكريمه في مهرجان القاهرة هو الماسترسين، واعتقد انه وافق عندما رمى الجملة في الصالة:«انا مبسوط، عشان كرمتوني وأنا عايش»