إدانات دولية واسعة للعدوان التركي على سوريا
وكالات موقع السلطةتصاعدت حدة الإدانات الدولية للعملية العسكرية التي شنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شمال شرقي سوريا، بعد دقائق من إعلانه بدء العمليات، إذ أدانت سوريا ومصر وألمانيا وروسيا، هذا التحرك، فيما أعدته الجامعة العربية الانتهاك التركي للسيادة السورية.
وأكد مصدر في الخارجية السورية، عزم دمشق إحباط العدوان التركي المرتقب على شمال سوريا بكل الوسائل القانونية.
فيما أدانت سوريا، اليوم الأربعاء، ما وصفته بـ"التصريحات الهوجاء والنوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية"، وأكدت أنها "تجدد التصميم والإرادة على التصدي للعدوان التركي بكافة الوسائل المشروعة".
كما شجبت مصر العدوان التركي على الأراضي السورية بأشد العبارات، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية أن تلك الخطوة تُمثل اعتداءً صارخًا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالًا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي.
وأكد البيان على مسئولية المجتمع الدولي، ممثلًا في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يُهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء "هندسة ديمغرافية" لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا.
وأعلن الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، حسام زكي، أن الجامعة تقف بوضوح ضد التحركات والأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات التركية ضد سوريا.
وواصل زكي: "لا ينبغي على دولة جارة لسوريا وهي تركيا، أن تقوم بمثل هذه الأعمال العسكرية مهما كانت الذرائع التي تتذرع بها للقيام بمثل هذا العمل العسكري".
في سياق متصل، أعرب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، عن قلقه وانزعاجه حيال الخطط المعلنة والاستعدادات الجارية من جانب تركيا للقيام بعملية عسكرية في العمق السوري.
وأكد أن التدخلات الأجنبية في سوريا مدانة ومرفوضة أيا كان الطرف الذي يمارسها، وأن المطلوب الآن هو إعطاء دفعة للعملية السياسية بعد تشكيل اللجنة الدستورية، وليس الانخراط في مزيد من التصعيد العسكري.
في المقابل، حذرت روسيا من أي خطوات قد تضر بما سمته عملية السلام في سوريا، وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حث نظيره التركي في مكالمة هاتفية أمس، على تجنب أي خطوات في سوريا قد تضر بعملية السلام هناك.
وذكر الكرملين أن "بوتين" و"إردوغان" اتفقا في المكالمة الهاتفية على ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا.
فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، لحوار بين دمشق والأكراد حول الأوضاع في شمال شرق سوريا.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف أن روسيا تشجع مثل هذا الحوار ومستعدة لدفعه.
وعد لافروف أن الأنشطة الأمريكية في شمال شرق سوريا متناقضة، وتظهر أن واشنطن غير قادرة على التوصل لاتفاقات، واصفا هذا السلوك بأنه "لعبة خطيرة قد تشعل اضطرابات في المنطقة كلها".
كما أكدت الحكومة الألمانية مطلبها من تركيا بالتخلي عن شن عملية عسكرية في سوريا.
وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية في برلين إن شن هجوم ضد الأكراد في شمال شرق سوريا، قد يواصل زعزعة الاستقرار في المنطقة ويعزز شوكة تنظيم داعش ويتسبب في موجات لجوء جديدة.
وذكر المتحدث أن الحكومة الألمانية على اتصال مع الإدارة الأمريكية، وأعربت عن توقعها بأن تحافظ الولايات المتحدة على مشاركتها في سوريا وتنسق مع الشركاء عند اتخاذ خطوات جديدة.
من جانبه طالب رئيس الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر تركيا بوقف هجومها في سوريا، وقال لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالا لإقامة ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" في شمال سوريا.
وقال يونكر في البرلمان الأوروبي "أدعو تركيا وغيرها من الأطراف إلى التصرف بضبط نفس ووقف العمليات التي تجري حاليا".
فيما حذرت منظمة العفو الدولية من استهداف المدنيين والأهداف المدنية.