موقع السلطة
الجمعة، 29 مارس 2024 12:15 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
مصر

”سليمة جبلي”.. أيقونة الفن والجمال.. مسيرة ربع قرن في المحافظة على التراث السيناوي

موقع السلطة

منذ صغرها اكتشفت أنها تمتلك طاقة ومهارات دفينة تترقب أن ترى النور، عشقها للأشغال اليدوية خاصة أشغال الإبرة وأعمال «التطريز»، التى تميزت بها المرأة ومنها «الزى السيناوي»، لم يكن مجرد هواية، ولكنه انتقال من حالة إلى أخرى فى نطاق مشبع بالطاقة الإيجابية لها، بأدواتها البسيطة من الأبرة والخيوط والألوان تعزف أجمل الألحان على قطعة القماش، وتحولها من قطعة صماء إلى قطعة فنية تحظى بروح ملونة.
روح تتلبسها هوية خاصة تعبر عنها خير تعبير، روح لا يفطن إليها إلا من تمتع أيضا بروح وإحساس فنى مرهف، مسيرة بدأت قبل ربع قرن لواحدة من رائدات المحافظة على التراث المصري، وتحديدا التراث السيناوي، تراث أجدادها الذى يمثل موروثا ثقافيا عرقيا كاد يندثر لولا تلك المبدعة الرائعة ومثيلاتها ممن حملوا على عاتقهن المحافظة على ذلك التراث.. إنها «سليمة جبلى عواد سليمان»، الملقبة بـ"أيقونة الفن والجمال».
«سليمة جبلى عواد سليمان» من مدينة سانت كاترين، من قبيلة الجبالية، أول بنت دخلت مدرسة وكنت الوحيدة فى الفصل، وأول من تعلمت، وأول من اشتغلت، وأول من تزوجت من خارج القبيلة، وأول بنت تقود سيارة على مستوى سانت كاترين.
وتقول «سليمة»: والدى (رحمة الله عليه) كان منفتحا، ولديه رؤية جيدة للمستقبل، وصمم على تعليمي، وكان يتمنى أن التحق بكلية الحقوق، وكان دائما يقول لى: «مادمت لا تفعلين أشياء تغضب الله وكويسة لك، ولنفسك، ولمجتمعك فلا تخشين شيئا، فكل العادات والتقاليد يمكن ان تتغير فكلها أشياء من صنع البشر، ولكن ما فرضه الله علينا هو باق إلى يوم القيامة وهو ما يجب الالتزام به، وعلى هذا المبدأ سرت به فى حياتى.
وأضافت: مشروع فن سيناء للمشغولات اليدوية البدوية التراثية أحلم به منذ صغري، وبدأنا مشروعنا بخمس سيدات كبار فى السن يقمن بعمل التطريز الزى البدوى القديم، حيث إن الطبيعة فى سانت كاترين ملهمة وجميلة جدا، فما تشاهده السيدة البدوية تترجمه على الملابس الخاصة بها برؤيتها الخاصة، من زهور وأشجار وغيرها.
وكانت تقوم بعمل ما يسمى بكيس السكر لزوجها تتطرزه من الخارج، ويضعه على ظهر الجمل وهكذا، حتى شنطة الرعية التى كانت تضع فيها الطعام تقوم بتطريزها، ومع الانفتاح والتغيير الذى حدث لطبيعة البدو، بدأت السيدات تترك هذا التطريز والزى البدوى القديم بدأت تتطور وتستخدم القماش الملون.
ولفتت «سليمة»، إلى أن التراث يمثل مصدر دخل للسيدة البدوية التى تعيش فى قلب الجبال، موضحة أنه حتى الآن قامت بتدريب ٤٥٠ سيدة وفتاة تتراوح أعمارهن ما بين ١٠ و ٦٠ سنة موزعين على ١٧ تجمعا بدويا تابعين لمدينة سانت كاترين، وأرى أنه من أهم الصفات التى تميز من يدخل مجال الحرف اليدوية وتعينه على النجاح، أن تكون هاوية بالفعل، وتريد تجسيد روحها فى ذلك المجال الذى ستعمل فيه، وبهذا ستبذل قصارى جهدها لكى تتعلم وتجيد العمل، وليس الاحتياج المادى فحسب.
وأوضحت أنها تقوم بتصميم ستائر وشيلان وبلوزات ومفارش وشنط بأشكالها وغيرها وكلها منتجات متنوعة، متابعة: «أنا الذى أختار القماشة وأوظفها لشغلى فبدأت أبحث عن الشغل اليدوى المصنوع على النول وليس المكن لكى يكون المنتج كله يدويا، وقد يظل المنتج طيلة ٦ أو ٧ شهور أجرب فيه إلى أن أصل به فى النهاية إلى توظيفه الأمثل، فالموضوع كله تجارب، وأفضل خامة أحب العمل فيها هى قماش المواريه لأنها خامة طبيعية وأغلبها أقطان، كما أحب قماش الكتان أيضا.
وعن التطريز البدوى تقول «سليمة»: » لو لفيت العالم كله لن تجده سوى فى سانت كاترين فقط، فالتطريزة نفسها لا يوجد سوى قبيلة الجبالية، ويرجع ذلك إلى الطبيعة الخلابة التى تتمتع بها سانت كاترين دون غيرها من المدن، وهو ما تترجمه السيدة البدوية على قطعة القماش، فهى صاحبة الغزرة والرسمة المختلفة وكل واحدة لها رؤيتها المختلفة عن الأخرى».

البنك الأهلي
سليمة جبلى أيقونة الفن والجمال التراث السيناوي
serdab serdab serdab serdab
CIB
CIB