أسبوع الفخر.. 7 ملايين مثلي يحتفلون في تركيا


يكافح مجتمع المثليين في العالم للاعتراف به والقبول بأعضائه على مستوى العالم.. إلا أنه لم يجاهد كثيرًا كي يعترف به في تركيا، ففي أول عام لتولي رجب طيب أردوغان وحزب "العدالة والتنمية" السلطة في تركيا نظمت فعاليات "أسبوع الفخر" للمثليين بتصريح رسمي من الحكومة.
وأفرد موقع "أحوال" التركي، التقرير التالي حول وضع المثليين في تركيا ذكر فيه ...
لقد تغير الزمن منذ أن كافح مجتمع المثليين الذي تعرض للقمع تحت مظلة القانون لنيل حقوقه في أعمال شغب ستونوول التي وقعت في نيويورك في العام 1996، فاليوم، حازت حركة الفخر للمثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيًا (إل.جي.بي.تي.آي) التي تطورت على مر العقود، على قبول واسع في كثير من دول العالم منذ ذلك الحين.
في تركيا، كافحت حركة المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا كفاحا شاقا كغيرها في بقية البلدان، وتقدمت بأول طلب لها للحصول على تصريح بتنظيم فعاليات "أسبوع الفخر" في العام 1993، وأخيرا نظمت أول مسيرة للفخر مصرح بها رسميا في العام 2003، وهي السنة التالية لصعود حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى السلطة في البلاد.
ازدادت شعبية هذا الحدث في إسطنبول ليصبح من أبرز الفعاليات السنوية لمجتمع المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا في البلاد، ويشارك فيه الآلاف ممن يتظاهرون سلميًا في ساحة تقسيم وشارع الاستقلال بوسط المدينة كل عام.
ولكن بعد العام 2013، حين أدار الحزب الحاكم ظهره للإصلاحات الليبرالية التي لازمت عقده الأول في السلطة، أصبحت حركة الفخر ضحية البيئة التي تزداد استبدادا في البلاد، وتم حظرها مسيرتها في وسط إسطنبول منذ العام 2015. وفي العام الحالي أيضا، رفض حاكم المدينة طلبا بتنظيم المسيرة في حي بكر كوي، وهي منطقة نائية بالمدينة.
كما وردت أنباء عن حظر المسيرة أيضا في مدن أخرى بأنحاء البلاد، بما في ذلك محافظتي أنطاليا ومرسين في جنوب تركيا، إذ عزت السلطات ذلك إلى مخاطر تهدد الأمن و"الأخلاق العامة".
وحيث أن القرار في يد الحكام الذين عينتهم الحكومة المركزية، لا في يد الإدارات المحلية، فقد تم حظر المسيرات حتى في المدن المتحررة نسبيا مثل إزمير، ملاذ العلمانيين في غرب تركيا.
وقال الناشط أوغولجان يديفرين، أحد المشاركين في تنظيم فعاليات العام الحالي في إسطنبول: "نريد تنظيم مسيرتنا في شارع الاستقلال، وتقدمنا بطلب قانوني لذلك". وأضاف: "رفضت المحافظة طلبنا في نهاية الأسبوع، ومن ثم لن تكون لدينا الفرصة للاستئناف".
وذكر يديفرين أنه على الرغم من الدعم الذي تقدمه البلديات المعارضة في منطقتي شيشلي وقاضي كوي بإسطنبول، "لم تتغلب الأحزاب السياسية بعد على رُهاب المثلية" في تركيا.
ومع ذلك، أشار الناشط إلى أنه يتوقع دعما من الأحزاب السياسية والنقابات والمواطنين الديمقراطيين، وموضوع "أسبوع الفخر" هذا العام ذو صبغة سياسية شديدة وأهمية بالغة للبلاد بأسرها، ألا وهو: اقتصاد تركيا المتعثر.
يقول يديفرين البالغ من العمر 24 عاما إن عدد أماكن العمل المستعدة لتوظيف عمال مثليين لا يخفون انتماءاتهم محدود في تركيا، وإن هؤلاء الموظفين هم أول مَن يواجهون الفصل إذا ساءت أوضاع الشركة. ويرى يديفرين أن هذا النوع من التمييز في أماكن العمل يشكل واحدة من كبرى العقبات التي تحول دون انخراط المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا في المجتمع الأوسع نطاقا.
يقول بربروس شانسال مصمم الأزياء التركي والناشط الحقوقي المدافع عن حقوق المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا، متحدثا لموقع "أحوال تركية": "في تركيا، ثمة نحو سبعة ملايين من المثليين. فهم في الأجهزة الإدارية، في الجيش، في كل مكان. لا يمكننا التمييز على أساس المهنة".
وقال يديفرين: "من المفترض أن الجميع ذوو ميول جنسية طبيعية، ولكنني مثلي. من غير المنطقي أن يفترض الناس أنني من ذوي الميول الجنسية الطبيعية حين يتحدثون إلي. فذلك يضعني في حيرة بين توضيح ميولي الجنسية لهم وعدم توضيحها".
وأضاف: "على الرغم من كل شيء، أشعر بالحاجة لذلك. كيف يمكنني العيش هنا دون أن أكون واضحا في هويتي؟ إذا أقمت علاقة مع شخص ما بالكذب عليه، فإنك لن تستطيع حقا الارتباط به. صراحة المرء في هويته نوع من التحرر، لكنه سيف ذو حدين".
ومن الأخطار الراهنة التي تحدق بمجتمع المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا في تركيا، قالت اللجنة المنظمة لفعاليات "أسبوع الفخر" إن السياسيين سيستغلون التحيزات والتحاملات التي تحدث عنها يديفرين من خلال استخدام نعرة الشعبوية التي غالبا ما تصل إلى ذروتها خلال فترات الأزمات الاقتصادية.
ويقول الأستاذ الجامعي التركي فولكان يلماز إن ذلك هو خطْب مسيرة الفخر، وإن من المستبعد أن توقف عمليات الحظر زخم الحركة، وأضاف: "لقد رد نشطاء أسبوع الفخر على عمليات الحظر في السنوات السابقة بالقصاصات الملونة والرقائق اللامعة وأعلام قوس قزح والبيانات الصحفية، ليس فقط في شارع الاستقلال، بل في كل ركن من أركان إسطنبول.
"كما رأينا، سيواصلون الرد على كل العقبات وكل المشكلات التي تؤثر على حياتهم بمزيد من الردود المختلفة الأكثر إبداعا. فقد أظهروا أنهم لن يتركوا الشوارع والطرقات".