موقع السلطة
الخميس، 2 مايو 2024 09:25 صـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
تقارير

فنزويلا .. مأساة تدفع المواطنين للهروب إلى أوروبا

 فنزويلا
فنزويلا

لا تتوقع ايستيفانيا أن يتفهم أي شخص في أوروبا المأساة التي تواجه بلادها، فهي تبدو حزينة وغاضبة، ولكن كلماتها لها صدى كبير، وقالت السيدة الفنزويلية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) "لا يهم إذا كنت غنيًا أم فقيرًا.. الأزمة صفعة قاسية على الوجه كل يوم".

في سبتمبر الماضي قررت ايستيفانيا، 25 عامًا، أنه فاض الكيل بها من الافتقار للطعام والأدوية والمياه بالإضافة إلى الجريمة المنتشرة، والبيروقراطية القسرية وانقطاع الكهرباء وغالبا الطوابير التي تمتد لكيلومترات أمام المحال.

 

سعت ايستيفانيا للحصول على تأشيرة سفر للدراسة وتوجهت إلى إسبانيا. وبقلب حزين، تركت والديها في دولة "لا يستطيع المرء أن يعيش فيها بعد الآن"، وتقول ايستيفانيا إنها كانت واحدة من بين الأخيرين في مجموعتها بالنسبة لمغادرة فنزويلا.

عندما يناقش الأوروبيون أزمة الهجرة، نادرًا ما يفكرون في أشخاص مثل ايستيفانيا، التي تبحث حاليًا عن مستقبل أفضل في مدريد، ومع ذلك تؤثر الأزمة التي تشهدها هذه الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية على أوروبا أيضًا.

 

قد تضاعف عدد طالبي اللجوء من فنزويلا في دول الاتحاد الأوروبي الـ28 بالإضافة إلى سويسرا والنرويج وإيسلندا وليختنشتاين خلال عام 2018 ليصل إلى 22500 مواطن، بحسب ما قاله المكتب الأوروبي لدعم اللجوء ومقره بروكسل، والذي عرض تقريره السنوي لعام 2018، أمس الاثنين.

 

تلك الأعداد ارتفعت بإطراد على مدار الأعوام القليلة الماضية، وعلى الرغم من أن عدد مواطني فنزويلا الذين سعوا للجوء في أوروبا خلال شهر يناير 2015 بلغ 25 مواطنًا، تجاوز عدد طلبات اللجوء ألف طلب في مارس 2017 ووصل إلى 3500 طلب في أبريل، وبلغ عدد طلبات اللجوء في الفترة من يناير حتى مايو الماضيين 18400 طلب.

 

يشار إلى أن سبب اللجوء هو الأزمة الاقتصادية والسياسية التي دفعت أربعة ملايين مواطن فنزويلي، من بين السكان الذين يبلغ تعدادهم 31 مليون نسمة، لمغادرة بلادهم، وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو مليون مواطن غادروا البلاد منذ شهر نوفمبر الماضي، ومعظم الذين تركوا بلادهم سعوا للجوء في دول مجاورة، حيث استقر نحو 1.3 مليون شخص في كولومبيا.

ولا يبدو أن هناك نهاية للأزمة التي تلوح في الأفق، ففنزويلا تعاني من الجمود في ظل صراع مرير على السلطة بين الرئيس نيكولاس مادورو ورئيس الجمعية الوطنية الذي أعلن نفسه رئيسًا خوان جوايدو.

 

تقول كاثرين وولارد، مديرة المجلس الأوروبي للاجئين والمقيمين في المنفى، إنه على الرغم أن الموقف "مقلق" بالنسبة لفنزويلا وأمريكا الجنوبية، إلا أن تأثيره على أوروبا محدود، فقد بلغت نسبة طالبي اللجوء القادمين من فنزويلا العام الماضي 4% فقط. وحذرت وولارد من أن الأمور يمكن أن تتغير في حال ارتفع هذا العدد: "هناك خطورة من اندلاع ذعر سياسي".

 

في أوروبا، تتحمل إسبانيا وطأة تدفق اللاجئين حتى الآن، كما أنها تتعامل ببطء مع طلبات اللجوء. فقد حصل 400 فنزويلي فقط على اللجوء "لأسباب إنسانية"، وطالبت وولارد الاتحاد الأوروبي بالتركيز على العمل على استقرار المنطقة، ولكن قالت إن الاتحاد الأوروبي "عليه أيضًا الاستمرار في السماح للمواطنين بطلب اللجوء هنا".

فقد تقدم نحو 19 ألفًا من بين 22500 طالب لجوء فنزويلي بطلب اللجوء في إسبانيا. كما سعى نحو 90% من طالبي اللجوء خلال أول ثلاثة أشهر من هذا العام للجوء في إسبانيا. وبالإضافة للغة المشتركة، أشارت وولارد إلى أن الكثير من الفنزويليين لديهم أقارب في إسبانيا أو لهم أصول إسبانية.

 

الحياة بالنسبة لايستيفانيا، التي ليس لديها أقارب أو أصول إسبانية، غامضة، ولكن عندما تتذكر قصص زملائها الطلاب، الذي تم اقتيادهم من أحيائهم وتعذيبهم لأيام، ظاهريًا بسبب أرائهم السياسية، تدرك أنها اتخذت القرار الصحيح.

 

من المقرر أن تنتهى تأشيرة دراسة ايستيفانيا في يونيو الجاري، وهى لا تريد التقدم بطلب للجوء، بدلا من ذلك، تأمل تمديد تأشيرة الدراسة أو الحصول على تأشيرة عمل من خلال عملها الصحفي، وإذا لم تفلح في ذلك، سوف تعود لأمريكا الجنوبية، ربما تشيلي - أو إلى أي مكان ولكن ليس العودة إلى بلدها.

 

حتى الآن، تجرى مناقشات محدودة في إسبانيا حول مستويات الهجرة، هذا يرجع جزئيًا لأن المجموعات الأولى التي فرت لإسبانيا كانت نخبة المجتمع الفنزويلي واندمجت سريعًا في إسبانيا، بعدها الطبقة الوسطى التي تنكمش سريعًا، والتي تضم أفرادًا مثل ايستيفانيا، التي يدعمها والداها ماليا.

 

تشير تقارير إعلامية إلى أن هذا الاتجاه تغير خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث إن الأكثر فقرًا في فنزويلا يتطلعون الآن للذهاب للاتحاد الأوروبي.

من بين هذه المجموعة الجديدة اندريس، 28 عامًا، الذي ترك زوجته وطفليه ويعمل بصورة غير قانونية في ضاحية مدريد، فهو يعيش في شقة مع سبعة مهاجرين آخرين، ويقول إنه يقوم بالادخار من أجل إرسال أكبر قدر من الأموال لأسرته.

البنك الأهلي
أخبار العالم عرب وعالم فنزويلا الاتحاد الأوروبي إسبانيا الجريمة المنتشرة انقطاع الكهرباء مصر اخبار مصر السلطة

آخر الأخبار

tech tech tech tech
CIB
CIB