موقع السلطة
السبت، 20 أبريل 2024 08:52 صـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

حسن مصطفى.. ناظر الكوميديا الذي أبكى حسن الإمام.. وعمل عُمرة لأحمد زكي

موقع السلطة

من الصعب أن تنساه فهو حضرة الناظر عبد المعطي، في «مدرسة المشاغبين»، ورمضان السكري في «العيال كبرت»، وعويجة بيه في «أرض النفاق»، وفانتوماس في «مطاردة غرامية»، وعم طاهر شيخ الحارة المتطفل في «عباس الأبيض»، وفتحي الفكهي في «أفواه و أرانب».

ولد حسن مصطفى إسماعيل، في 26 يونيو عام 1933 بالقاهرة، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1957، وتزوج من الفنانة ميمي جمال، في 26 يونيو عام 1966، وأنجب منها ابنتين «نورا ونجلاء».

التحق بفرقة إسماعيل ياسين، والغنائيين المتحدين، ومسارح التليفزيون، وقدم العديد من المسرحيات منها «مدرسة المشاغبين، والعيال كبرت، وحواء الساعة 12، وسيدتي الجميلة، والكدابين قوي، ودو ري مي فاصوليا».

حسن مصطفى، كان الأقرب في تقليد نبرة صوت الخواجة «بيجو» خاصة في مسرحية «أصل وصورة»، والتي تقلد فيها دور رئيس تحرير لإحدى المجلات، حيث ظهر في المسرحية بنبرة صوت مميزة جذبت إليه جميع أنظار من حوله.

قدم الفنان الراحل العديد من الأعمال الفنية خلال مسيرته الطويلة، تنوعت ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، إلا أن المسرح كان له نصيب الأسد في صناعة شهرته، فالجميع يتذكر ناظر «مدرسة المشاغبين»، وأبو العيال، في مسرحية «العيال كبرت»، فكانا هذين العملين بمثابة شهادة الميلاد الفنية الكبيرة.

عميد المسرح العربي يوسف وهبي، عندما سمع بالنجاح غير المسبوق لـ«مدرسة المشاغبين»، ذهب ليشاهدها فانزعج جدًا من محتواها، وقام غاضبًا إلا أن جلال الشرقاوي، مخرج المسرحية، هرول ورائه ووجده يضحك فسأله عن سبب غضبه وضحكه في نفس الوقت قال « المسرحية في الحضيض ولولا الممثل الذي يؤدي دور الناظر ما مكثت كل هذه الفترة فهو الحسنة الوحيدة في العرض».

أما مسرحية «العيال كبرت»، فقد أبكى فيها مخرج الراوئع حسن الإمام، الذي كان يبكي العالم كله في أفلامه عندما شاهد حسن مصطفى، في آخر مشاهد المسرحية وهو يبرر لأولاده لماذا يهرب من البيت ويتزوج بغير أمهم؟ فكان مشهدا صعبا جعل الصالة تصفق له، وكان حسن الإمام ضمن الحضور فبكى من شدة إتقان حسن مصطفى، للمشهد.

قدم ثنائيا ناجحا مع الفنان فؤاد المهندس، ومن أشهرها فيلم «أرض النفاق»، عام 1968، والذي اشتهر فيه بإفيه «القلم فين؟»، ثم قدم دور «فانتوماس» في فيلم «مطاردة غرامية».

كان يحب طه حسين، ومستمعًا جيدًا لـ«حديث الثلاثاء»، الذي كان يقدمه عميد الأدب العربي، وقابله وهو طفل، وأهداه كتاب «الأيام»، وقال له بعدما ألقى قصيدة: «أنت طالب مجد يا حسن»، وقرأ كل كتبه بل وكان يحتفظ بمقالاته ويقوم بتجليد كتب طه حسين، كلما مر عليها الزمن حبا فيه.

قادته الصدفة إلى واحد من أعظم الأدوار التي قدمها خلال مسيرته الفنية، وذلك من خلال تجسيد دور الناظر «عبدالمعطي» في مسرحية «مدرسة المشاغبين»، برفقة عادل إمام، وسعيد صالح، وأحمد زكي، ويونس شلبي، وهادي الجيار.

جمعته علاقة صداقة قوية، بالفنان الراحل أحمد زكي، منذ اشتراكهما في «مدرسة المشاغبين»، ويقول إنه كان دائمًا يشعر بأنه وحيد ويتيم، فكان يذهب للإقامة معه من أجل ألا يشعره بالوحدة، فكان دائم السؤال عليه والتردد إليه حتى أن أحمد زكي كان يحبه جدًا لدرجة جعلته يأخذ رأيه في كل صغيرة وكبيرة وعندما يسافر خارج مصر كان أول ما يتصل به هو حسن مصطفى، ليطمئن عليه.

وعندما مرض أحمد زكي، كان حسن مصطفى يوميا عنده لدرجة أنه أوقف كل أعماله حتى شفاء أحمد زكي ولكن إرادة الله كانت الموت فرحل أحمد زكي وبكي عليه حسن مصطفى كأب يبكي على ابنه ودخل في نوبة حزن لم يخرج منها إلا على الأراضي الحجازية متوجها لأداء عمرة عن أحمد زكي.

قبل تقديم حسن مصطفى لمسرحية «العيال كبرت»، عرض سمير خفاجي، فكرة المسرحية على عادل إمام، لكنه رفض وقال إنه يريد أن يقدم مسرحية «لوحده»، وسمع عادل إمام، وهو يرفض عرض سمير خفاجي، فنقل ما سمعه إلى سعيد صالح، وأحمد زكي، ويونس شلبي، وأقنعهم بتقديم عمل مجتمعين دون عادل إمام، ونجح العمل بشكل كبير وكان كلامه لهم ما هو إلا تحفيز للنجاح حتى لا يقول الناس إن النجاح ملتصق فقط بعادل إمام وبالفعل نجحت المسرحية نجاحا فاق نجاح «مدرسة المشاغبين».

حسن مصطفى، قدم ما يقرب من 90 مسلسلا، ومن أشهر أدواره دور «دان رابينوفيتش»، في «رأفت الهجان»، إخراج يحيى العلمي، ومن منا ينسى دوره بل أهم أدواره التليفزيونية في مسلسل «وتوالت الأحداث عاصفة»، و«أنا البرادعي يا رشدي»، مع عبد الله غيث، وسهير البابلي.

ودوره في مسلسلات «أنا وأنت وبابا في المشمش، وأهلًا بالسكان، والبخيل وأنا، ويوميات ونيس، وبكيزة وزغلول».

كما قدم العديد من الأدوار السينمائية، ومن أبرزها «مطاردة غرامية، والزواج على الطريقة الحديثة، وعفريت مراتي، ونص ساعة جواز، وأضواء المدينة، ويوميات نائب في الأرياف، وفيفا زالاطا، ومولد يا دنيا، والرجل الذي عطس، وغريب في بيتي، وأفواه وأرانب، والحرام، وامرأة واحدة لا تكفي، ونار الشوق، والسكرية، وأخطر رجل في العالم، ورحلة الأيام».

بلغ رصيده الفني ما يقرب من 500 عمل فني ما بين السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة، فهو لم يكن بطلا متوجا في فيلم أو مسلسل أو مسرحية ولكنه كان «عمود الخيمة»، كما كان يطلق عليه النقاد.

فلم يكن دوره ثانويا برغم أنه دور ثاني ولكن دوره أساسيا مهما فاستعان به كبار مخرجي السينما المصرية من مختلف الأجيال، وكذا تعامل مع كبار نجمات ونجوم السينما المصرية على مختلف الأجيال فاتن حمامة، وشادية، وماجدة، وسعاد حسني، وصباح، حتى نجلاء فتحي، وميرفت أمين، وسهير رمزي، ويسرا، ونورا، حتى ليلى علوي، وإلهام شاهين، وسماح أنور، حتى ياسمين عبد العزيز، ومنى زكي، وحنان ترك.

كان حسن مصطفى لا يرفض دورا أيا كان إذا علم أن بطل الفيلم عادل إمام أو سعيد صالح أو يونس شلبي أو أحمد زكي.

عرف عن حسن مصطفى، رحمه الله، الالتزام في الأخلاق والدين ومعاملة أصدقائه فقد كان يقطع التصوير عند وقت الصلاة، وكان حريصا على قضاء شهر رمضان المبارك في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأدى فريضة الحج 15 مرة إلى جانب اشتراكه في جمعيات خيرية لرعاية الأيتام والمرضى.

توفي صباح يوم 19 مايو 2015 عن عمر ناهز الـ81 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض عائدا من العمرة، ونصحه الأطباء بعدم السفر لأداء العمرة لكنه صمم وسافر وعاد ومات بعد أسبوعين من رجوعه من أداء العمرة.

البنك الأهلي
السينما المصرية أفلام زمان نوستالجيا افلام الزمن الجميل حسن مصطفى مدرسة المشاغبين العيال كبرت أرض النفاق
serdab serdab serdab serdab
CIB
CIB