موقع السلطة
الأربعاء، 16 يوليو 2025 09:55 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
عرب وعالم

حرب انتهت.. والإعمار لم يبدأ: ما الذي يُعطّل تعويضات الجنوب اللبناني؟

جنوب لبنان
جنوب لبنان

رغم مرور أكثر من عام على الهدنة الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي، لا يزال جنوب لبنان يرزح تحت وطأة الدمار، دون خطة حكومية واضحة لإعادة الإعمار، أو آلية فعالة لتعويض المتضررين. قرى مدمرة، وبنية تحتية منهارة، وآلاف الأسر إما في مساكن مؤقتة، أو بانتظار تعويض لا يأتي.

ووفقًا لتقرير حديث لوكالة رويترز، فإن المانحين الدوليين يشترطون لبدء تمويل جهود الإعمار أن تتولى الدولة اللبنانية – دون سواها – إدارة العملية، في إطار سياسي يُعيد ترتيب علاقة الدولة بالسلاح المنتشر خارج مؤسساتها الرسمية. وبينما تعهّد المجتمع الدولي بتقديم مساعدات تبلغ 7.6 مليار دولار، لم يُصرف منها فعليًا سوى 1.3 مليار فقط حتى يوليو 2025.

- خسائر بالمليارات دون خطة تعويض

تقدّر دراسة للبنك الدولي الخسائر الناتجة عن العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني، بين أكتوبر 2023 وديسمبر 2024، بنحو 11 مليار دولار، تشمل 6.8 مليار أضرارًا مادية و7.2 مليار خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة.

وفي محافظة النبطية وحدها، بلغت تقديرات الأضرار 3.2 مليار دولار، وفق تقرير لمنصة "حبر"، ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق تضررًا.

ورغم هذه الأرقام المفزعة، لم تعلن الحكومة اللبنانية حتى الآن عن أي إطار رسمي للتعويض أو جدول زمني لإعادة الإعمار، في ظل أزمة مالية خانقة وتباطؤ في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة للحصول على دعم خارجي.

الناس تبني.. والدولة تُعطّل

في ظل الغياب شبه الكامل للدولة، لجأ الأهالي إلى ترميم منازلهم بأنفسهم، مستعينين بإمكاناتهم الشخصية أو بمساعدات محدودة من منظمات محلية، بعضها يتبع جهات حزبية. أقام بعضهم مساكن مسبقة الصنع، بينما بقي آخرون مشردين في انتظار مجهول.

لكن المفارقة كانت في أن الدولة، بدلًا من أن تساند هذه المبادرات، قابلتها بإجراءات قانونية. بحسب صحيفتي "النهار" و"المدن"، فوجئت بعض العائلات بإنذارات رسمية أوقفت أعمال الترميم بدعوى غياب تراخيص البناء. ولم يُسمح باستئناف الأعمال إلا بعد احتجاجات شعبية دفعت القوى الأمنية إلى التراجع.

رؤساء بلديات عبّروا عن غضبهم مما وصفوه بـ"الاستعراض المؤسسي الفارغ"، مؤكدين أن لا تواصل جرى من جانب الحكومة، ولا خطة وصلت إليهم، بل مجرد زيارات رمزية من وفود أممية.

يقول أحدهم لمنصة "حبر": "الأهالي لم يعودوا بدافع التعويض، بل بدافع الكرامة والتمسك بالأرض".

- المجتمع المحلي يتحرك.. والمساعدات مشروطة

في المقابل، تحرّكت مؤسسات تابعة لحزب الله مثل "جهاد البناء" لتقديم مساعدات مالية وعينية. بعض الأسر حصلت على نحو 12 ألف دولار كمساعدة أولية (8 آلاف لتأثيث المنزل، و4 آلاف بدل إيجار سنوي). إلا أن هذه المساعدات لم تكن كافية لتغطية حجم الأضرار، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا مثل كفركلا والخيام، حيث دُمرت أكثر من 90% من المنازل، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

ووسط هذا الفراغ، يتمسّك السكان بحق العودة والبقاء، معتمدين على إمكانياتهم الذاتية وصمودهم الشخصي، رافضين أن يُترك الجنوب وحده بعد كل ما دفعه من أثمان.

البنك الأهلي
read more... read more... read more... read more... read more... read more... read more... read more... read more... read more... read more... read more...
CIB
CIB