موقع السلطة
الأربعاء، 8 مايو 2024 08:17 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

قصص البطولة والخيانة في الثورة العرابية.. مواقف من معركة التل الكبير

أحمد عرابي
أحمد عرابي

في مثل هذا اليوم من القرن التاسع عشر، 13 سبتمبر 1882، جمعت معركة التل الكبير بين الإخلاص والخيانة، والبطولة والغدر، والتضحية من أجل الحفاظ على حرية الوطن، ومحاولات بيعه بثمن رخيص، فكانت المعركة بمثابة استشهاد للحركة القومية في مصر، وانتهاء عصر الحرية، وخاتمة من أسوأ ما يكون للزعيم المصري أحمد عرابي، قائد الثورة العرابية، الذي كان محاطا بالخونة من حوله، على رأسهم الخديوي توفيق، الذي أمر بتوقف استعدادات الحرب، وعندما رفض عرابي ذلك أمر الخديوي بعزله.

ورغم إجماع المؤرخين على تضحيات أحمد عرابي، وبسالته في المعركة، وإخلاصه الشديد لوطنه، إلا أن ثورته لم تخلو من الأخطاء التي أدت إلى نهايتها سريعا، دون تحقيق أهدافها، لتقع مصر في احتلال بريطاني تجاوز النصف قرن.

 

وبحسب كتاب «الزعيم المُفتّرى عليه»، من تأليف محمود الخفيف، فإن موقعة التل الكبير شهدت انقسام الميدان الشرقي، في منطقة التل الكبير، والميدان الغربي في منطقة كفر الدوار، وقد وقع أحمد عرابي في خطأ عندما أهمل الميدان الشرقي، رغم أنّ تلك المنطقة شهدت حروبا أوسع وأشرس وبأعداد أكبر.

ثم كان الخطأ الآخر، وهو اطمئنان عرابي وأصحابه إلى حياد قناة السويس، وحرصهم على إرضاء الدول بالمحافظة عليها، فتردده وتراجعه عن ردم القناة، أعطى الفرصة للإنجليز في التمكن من الاستيلاء عليها.

وانقسمت الآراء حول سبب الهزيمة، فالبعض كان يرى أن عدم هدم القناة هو السبب الرئيسي في الهزيمة، والبعض الآخر يظن أن هذا الخطأ كان سببه تمكن دليسيبس من خداع عرابي، واتفق رأي آخر على أن هذا الخطأ وقع بسبب جهله بأهمية ردم القناة كوسيلة من وسائل الدفاع.

ولكن تصريح عرابي لإحدى الصحف بالإسكندرية، كان بمثابة دليل على عدم جهله بأهمية ردم القناة، فقد قال فيه: «سوف نحترم القناة ما دام العدو يحترم استقلالنا، ولكن إذا نشبت الحرب فإننا سنهدم القناة مؤقتًا عند أول طلقة من مدفع، وسأفعل ذلك آسفًا، لأن القناة من طرق التجارة المحايدة».

 

 

ومن الأدلة الأخرى، في هذا الأمر، هو كتاب أملاه أحمد عرابي، وذكر فيه: «الحرب تجعل مصر في حِلٍّ من الالتزام بالعهود والمعاهدات وأنها سوف تحطم جميع القنوات وتعطل كل المواصلات».

أما عن ظن البعض بأنّ السبب الرئيسي للهزيمة هو عدم رد القناه، فمعركة القصاصين الثانية تنفي هذا، حيث كان المصرين علب مقربة شديدة من النصر ولكن أدت الخيانة في تغير وجه المعركة بالكامل، وكل ما يمكن أن يقال هو أن دخول الإنجليز من القناة قد سهل عليهم إلى مدى عظيم النجاح في خطتهم بوجه عام.

وفي يوم 13 سبتمبر عام 1882 تمكن الإنجليز من دخول مصر، وكانت أولى ضرباتهم موجهة نحو الإسكندرية، وذهب عرابي إلى قصر النيل حيث كان المجلس العرفي منعقدا وأنبأهم بخبر الهزيمة، وبدأت المناقشات بينهم حول الاستسلام أو الاستمرار في المقاومة، واستقروا على الاستمرار في المقاومة لحماية العاصمة من الوقوع بين أيديهم بكل الطرق الممكنة، وهو ما وثقه المجلد الأول من كتاب «مذكرات الزعيم أحمد عرابي: كشف الستار عن سر الأسرار في النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية»، وهو من دراسة وتحقيق وإعداد دكتور عبد المنعم إبراهيم الجميعي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر.

ووفق الكتاب، توجه عرابي وبعض الحاضرين من كبار الضباط إلى العباسية، من أجل ترتيب النقاط العسكرية، ولكن وجدوا الاستعدادات لا تكفي، ووجدوا حوالي ألف رجل من غفراء البلد دون ضباط، ونحو 40 نفر سواري في مراكز العساكر الخالية، وكان شبح الهزيمة باديا على الجميع، فقاموا بإخبار المجلس العرفي بالوضع فتقرر الاستسلام.

وقرر المجلس العرفي، تحرير عريضة اعتذار للخديوي توفيق، يطلبون فيها التوسط لدى الإنجليز بعدم دخول القاهرة، وطلب من عبد الله النديم، خطيب الثورة العرابية، كتابتها، فكتبها بأسلوب عنيف ملئ بالتنديد للإنجليز، وطلب فيها من الخديوي العودة إلى القاهرة، وذكر أن ما فعله عرابي كان بدافع حماية الوطن، وأنه كان ملزما بالدفاع عن الأمة بأكملها، ولكن العريضة لم تعجب المجلس للهجتها الشديدة، وأعاد بطرس غالي صياغتها، وذكر أن عرابي قد أذنب وطلب التماس العذر له.

 

 

 

 

البنك الأهلي
أحمد عرابي معركة التل الكبير التل الكبير الثورة العرابية
tech tech tech tech
CIB
CIB