تبرعت بمجوهراتها للجيش المصري.. مسيحية دخلت الفن في «عزومة».. وماتت وهي «صائمة»

طبعت 100 ألف نسخة مترجمة من القرآن الكريم بالفرنسية، وأرسلتها للسفارة المصرية بفرنسا، لتوزيعها بلا أجر، كصدقة جارية على زوجها الحبيب جورج أبيض، بعد إشهار إسلامهما.. دولت بطرس حبيب، والتي ولدت في 29 يناير 1896بمحافظة أسيوط، لأم روسية وأب مصري، كان أحد رجال الملك فؤاد.

دخلت الفن في «عزومة» فرح أقاربها، بعد أن رآها المخرج عزيز عيد والذي كان مديرًا لأحد الفرق المسرحية وقت ذاك، ليقدم أول فنانة تصعد علي خشبة المسرح عام 1917، وتقلبت من فرقة لأخرى حتى وصلت لفرقة جورج أبيض، والذي جمع بينهما قصة حب أسطورية بدأت على خشبة المسرح وتزوجا في الكواليس بين الفصل الثاني و الثالث من رواية « أوديب ملكًا »، وتفرغت له وأصبح عملها قليلاً بعض الشئ حتي ساندت زوجها وأصبحت فرقته من أهم الفرق المسرحية في الشرق الأوسط .

كانت أول فنانة بل سيدة مصرية تملك سينما «الهونولو» بجوار فيلتها بحدائق القبة، والتي التهمها حريق القاهرة عام 1952، وعرفت بحبها لسورة «مريم» من الشيخ محمد رفعت، وكادت أن تحفظها من سماعها منه بل وكانت تبكي عندما تسمع قوله تعالي :« ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيًا».

أسلمت وزوجها وابنتيها سعاد وإيفون في عام 1953، بعدما أقنعتهم بسورة مريم، ولكن وفاة زوجها الحبيب جورج أبيض في فبراير 1959، لم يخرجها من حزنها الكبير عليه، إلا بعدما قامت بنسخ 100 ألف نسخة مترجمة من القرآن الكريم بالفرنسية وإرسالهم للسفارة المصرية بفرنسا لتوزيعهم بلا أجر صدقة جارية على زوجها الحبيب جورج أبيض، وتبرعت بكل مجواهراتها لتسليح الجيش المصري واحتفظت فقط بخاتم زواجها.

فيما تُعد «دولت أبيض» واحدة من أهم من جسد المرأة الأرستقراطية والأم المتسلطة في السينما المصرية، فمن أشهر أفلامها« الدكتور، الوردة البيضاء، قلب المرأة، دنيا، موعد مع السعادة، غرام الأسياد، المراهقات، الحقيقة العارية»، وكان آخر أفلامها «إمبراطورية م» مع الفنانة الراحلة فاتن حمامة.

وظلت دولت أبيض مخلصة لزوجها ولأولادها وأحفادها، حتى توفيت في 4 يناير 1978، وهي صائمة رغم أوامر الأطباء أن تفطر، خاصة أنه صوم نافلة وليس فرض ولكنها رفضت وتمنت أن تموت صائمة وقد تحقق لها ما أرادت.