موقع السلطة
الثلاثاء، 19 مارس 2024 10:55 صـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

مريم فخر الدين.. حكاية حب مع العندليب

مريم فخر الدين
مريم فخر الدين

أثناء إجرائها حوار مع أحد مراسلي الصحف العربية منذ سنوات، فوجئ المراسل بأن نغمة موبايلها هي مقطع من أغنية «بتلوموني ليه» التي غناها لها العندليب الأسمر في مطلع الخمسينيات.

تلك الأغنية التي لازمتها طوال حياتها باعتبارها قصيدة الغزل الحقيقية التي تصف عيون الملقبة بـ«حسناء الشاشة»، الفنانة مريم فخر الدين، لكن تلك النغمة آن لها الآن أن تصمت بعدما تم الإعلان، صباح الاثنين، وفاة الرقيقة الرومانسية في أحد المستشفيات بالقاهرة.

اسمها بالكامل مريم محمد فخر الدين، ولدت في 8 يناير 1933، في محافظة الفيوم، كان أبيها مسلما مصريا ووالدتها مسيحية مجرية، وتدعى «باولا»،  درست في مدرسة للراهبات، وسجلتها والدتها في المدرسة باسم ماري فخري، فظنت المدرسة أنها مسيحية.

ظلت حتى سن الثانية عشرة تدرس الديانة المسيحية ولا تعرف شيئا عن الإسلام، رغم حرص والدها على آداء الصلاة، لكنها اعتقدت في صغرها أن الرجال يصلون بهذه الطريقة، بينما تذهب كل النساء مثل والدتها إلى الكنيسة.

 حصلت على شهاده البكالوريا من المدرسة الألمانية، تقدم إلى خطبتها وهي في سن الـ14 ثريا عربيا «يجر قوافل من الهدايا»، وفق حديثها، من أجل أن يتزوجها، لكنها رفضت.

تقول في مذكراتها إن مليونيرا جاء إلى أبيها بعد العريس الأول وهو يحمل في يده دفتر الشيكات عارضا عليه وضع الرقم الذي يرتضيه مهرا لها، بعد أن وقع الشيك على بياض.

حصلت على جائزة أجمل وجه في المسابقة التي أجرتها مجلة «إيماج» الفرنسية، واشتركت فيها «مريم» دون علم والدها.

 استطاع المخرج أحمد بدرخان إقناع والدها ظهور «مريم» في أحد الأفلام، وستقدم من خلاله دعوة للحث على الفضيلة، فوافق أبيها بعد عناء، مشترطا أن تظهر «مريم» في أحد المشاهد في الفيلم جالسة على سجادة صلاة تصلي.

 بعد دخولها عالم الفن وضع لها أبيها قائمة من المحظورات، شملت الخمور والمايوهات والقبلات والمشاهد الخارجة، وهو ما انتهجته في بداية عملها.

ظلت تؤدي أدوار الفتاة الرقيقة الرومانسية لسنوات، ومع بداية الستينيات تقول: «شعرت بمأساة الأدوار النمطية للفتاة الرقيقة الوديعة، وحاولت الهرب منها، لكنّ المسألة لم تكن بيدي إنما بيد المنتج والمخرج، وأنا كل ما كان يهمني هو أن ينجح الفيلم ويكون مستواه جيدًا».

لم تشارك في أعمال مسرحية لأنها كانت ترى أنه «عيب» بسبب اضطرارها العودة بعد منتصف الليل، قائلة: «أخاف أن يراني البواب راجعة في نص الليل».

 تزوجت من المخرج محمود ذو الفقار عام 1952، وشاركته عدد كبير من الأفلام، وأنجبت منه ابنتها «إيمان» التي شاركتها بطولة فيلم «ملاك وشيطان».

قالت إنها عاشت مع «ذو الفقار» لمدة 8 سنوات مثل «عبدالمأمور» لأنها تزوجته وهي صغيرة وكان المتحكم الرئيسي في حياتها، وكان يختار لها الأدوار التي تجسدها، ويمنحها مصروفها من أجرها، وظل لسنوات يحصل على أجرها بدلا منها.

 نصحها أحد الأشخاص برفع أجرها دون علم «ذو الفقار»، وأن تدخر الفرق بعيدا عنه، ففعلت ذلك حتى أصبح لديها 50 ألف جنيها، فقررت الاستقلال بحياتها بعيدا عنه واستئجار شقة خاصة بها، وعندما علم زوجها قام بضربها وإهانتها، فقررت الانتقام منه ومنحت كل أثاث شقة «ذو الفقار» لأحد العمال في الاستوديو كان يزوج ابنته، فقام «ذو الفقار» بتطليقها عام 1960.

 تزوجت للمرة الثانية من الدكتور محمد الطويل، بعد 3 شهور فقط من طلاقها من محمود ذو الفقار، وأنجبت منه ابنها أحمد واستمر زواجهما 4 سنوات.

 سافرت إلى لبنان عام 1968، تزوجت هناك من المطرب السوري، فهد بلان، وبعد طلاقها منه تزوجت شريف الفضالي، الذي كان يصغرها بـ13 عاما، ثم تم الطلاق أيضا.

قالت «مريم» عن زوجها الثالث فهد بلان إنه كان أكثر أزواجها طيبة وحنانًا لكن مشاكل أبنائها معه حالت دون استمرار الزواج.

 أطلق عليها الإعلام في الخمسينيات لقب «حسناء الشاشة» لما وصفوه بـ«الشبه الكبير بينها وبين مارلين مونورو».

قالت إنها رفضت مشاركة عبد الحليم حافظ بطولة «الخطايا» لأنه لن يضيف لها جديدا.

 أنتجت 3 أفلام خلال مسيرتها الفنية وهم: «رنة خلخال»، عام 1955 و «رحلة غرامية»، و«أنا وقلبي» عام 1957.

.قدمت أكثر من 240 فيلمًا أشهرهم «حكاية حب» مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، و «رد قلبي» مع الفنان شكري سرحان.

 شاركت في عدد من المسلسلات منها مسلسل «لا» و«المرسى والبحار»، وكان أخر أعمالها التلفزيونية مسلسل «الوتر المشدود» عام 2009.

وجدت نفسها في سن الـ50 لا تعلم كيف تؤدي الصلاة، كما أنها لا تحفظ من القرآن الكريم سوى سورة الفاتحة التي حفظتها أثناء تأديتها دورا في فيلم «الأرض الطيبة» عام 1954.

 اتصلت بالفنانة شادية تطلب منها أن تعلمها كيف تصلي، فأرسلت لها شادية كتاب «المسلم الصغير» لكنها لم تفهم منه شيئا، فاتصلت بالشيخ محمد متولي الشعراوي، وشرح لها كيفية أداء الصلاة، ونصحها بحفظ السور الصغيرة مثل الفلق والإخلاص والناس.

اتصل بها «الشعراوي» في اليوم التالي يسألها ماذا فعلت، فقالت له إنها لم تجد «التحيات» في القرآن الكريم لذلك لم تقولها، فطلب منها «الشعراوي» أن تقرأ الفاتحة بدلا منها.

تقول إنها حفظت الفاتحة بعد أن بدأت التمثيل حينما طُلب منها قراءتها أمام ضريح أحد الصالحين في فيلم «الأرض الطيبة»، واندهش الجميع في ذلك الوقت أنها لا تحفظها.

 هاجمت حال السينما المصرية، عام 2005، في أحد الحوارات قائلة: «السينما زمان كانت زمن البهوات والهوانم لكن دلوقتي زمن العيال اللي بتقلع وتتعري وتجري».

 كان أقرب أصدقائها في الوسط الفني هو الفنان أحمد مظهر، واعتاد «مظهر» الاتصال بها يوميا لسنوات قبل وفاته، ويناديها بـ«الأمير إنجي» لترد عليه بـ«الأمير علاء» نسبة إلى دوريهما في فيلم «رد قلبي».

 قالت عن فيلم «رد قلبي»: «لو لم أمثّل غيره في حياتي لكان شرفًا لي وفخرًا، لأنه حكى بعمق وببساطة عن قيام الثورة وأسبابها من الواقع».

تقاضت عن فيلم «رد قلبي» أجر ألف جنيها رغم أنها كانت تحصل في ذلك الوقت على 3 آآلاف جنيها، لكنها وافقت بسبب طبيعة العمل القومية.

 عُرفت بصراحتها الشديدة، وهاجمت عدد كبير من نجوم جيلها وعلى رأسهم فاتن حمامة، وانتقدت منحها لقب «سيدة الشاشة العربية»، قائلة: «إذا كانت هي السيدة، فماذا نكون نحن خادماتها؟».

وتقول عن حكايتها مع صلاح نصر في أحد الحوارات: «الحكاية بتفاصيلها حدثت بالإسكندرية حينما شعرت بالملل من القاهرة وكنت وقتها ما زلت متزوجة من محمد الطويل وحامل منه في نجلي محمد، وكنت لا أعمل وهو مشغول دائمًا في عمله فتركته بالقاهرة وسافرت للإسكندرية، وهناك التقيت صديقتي زيزي، أعز صديقة لي في المدرسة الألمانية، ووجهت لي الدعوة على العشاء معها فاعتذرت لعدم وجود السيارة معي فأرسلت لي سيارتها في المساء، ووجدت السيارة تتوقف أمام فيلا صغيرة من دورين لها باب خشبي وعند دخولي لم أجد زيزي في استقبالي، وشاهدت 4 رجال مفتولي العضلات وفوجئت بوجود صلاح نصر فابتسم لي وقال: شفت عرفت أجيبك إزاي؟ فأدركت أن زيزي تعمل لحسابه فشعرت برعب شديد قلت له: لو لم تحضرني أنت فمن يستطيع إذن؟ وقلت له: معقول هؤلاء الرجال سيحضرون الحوار بيننا فأمرهم بالانصراف وأعطيته الأمان إلى أن انشغل بشيء ما ففتحت الشباك وقفزت منه وعدت للقاهرة».

أصيبت بجلطة في المخ منذ شهر دخلت على إثرها المستشفى، وتدهور صحتها، صباح الاثنين، وأصيب بنزيف داخلي في الفم، ثم فارقت الحياة.

البنك الأهلي
مريم فخر الدين حكاية حب عبد الحليم حافظ المحظورات محمد الطويل

آخر الأخبار

serdab serdab serdab serdab
CIB
CIB