موقع السلطة
الخميس، 28 مارس 2024 04:32 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
لايت

بعد تحذيرات «سلامة الغذاء».. تصلب الشرايين والوفاة يرتبط بالزيوت المهدرجة

الزيوت المهدرجة
الزيوت المهدرجة

وُصفت بكونها مصدرا صحيا وشهيا للدهون، لكنها كانت نعش مستخدمها إلى قبره، تلك هي حقيقة الزيوت والدهون المهدرجة، التى تمكنت على المدى البعيد من غزو البيوت المصرية وتدمير صحت أفراد الأسرة، إذ تعمل على رفع نسبة الكوليسترول السيئ والدهون الثلاثية في الدم، وتُقلِّل من نسبة الكوليسترول الجيد وغيرها من المشاكل الصحبة.

ومن هنا سلطت هيئة سلامة الغذاء الضوء على تلك الأزمة الجسيمة وأقرت بعض التشريعات التي يمكن من خلالها كبح الإصابات الناتجة عن الاستخدام السيئ لها، فقد حظرت هيئة سلامة الغذاء من تداول أو استخدام الزيوت والدهون النباتية المهدرجة جزئياً كعنصر أساسي في عمليات تصنيع المنتجات الغذائية، حفاظًا على صحة المستهلك.

كما وضعت حدود قصوى للأحماض الدهنية المتحولة في الغذاء بحيث لا تتجاوز عن 2 جرام لكل 100 جرام من محتوى الزيوت والدهون النباتية في الغذاء المعد للاستهلاك المباشر.

أستاذ تغذية: تؤثر على القلب بشكل كبير وتزيد من نسب الكوليسترول

وتعليقًا على ذلك، يقول أشرف عبد العزيز، أستاذ التغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلي السابق، في حديثه لـ"الدستور" إن قرار هيئة سلامة الغذاء لحظر استخدام الزيوت والدهون النباتية المهدرجة جزئيًا يُعد خطوة فاعلة لكبح نسب المضاعفات التي تسببها تلك الزيوت على صحة الإنسان والتي قد تودي به في نهاية الأمر إلى الوفاة.

ويتابع، أن الزيوت المهدرجة تحتوي على نسب عالية من الأحماض الدهنية المشبعة، تلك الأحماض تسبب بدورها الكثير من المخاطر والمضاعفات الصحية التي تؤثر على القلب بشكل كبير وتعمل على ارتفاع نسب الكوليسترول، واستخدام تلك الزيوت المدى البعيد قد يعمل على تصلب الشرايين، كما وقد ينتج عنها الإصابة بمرض السمنة وارتفاع معدل السكر في الدم.

يُفضل الابتعاد عن المنتجات الغذائية التي تحتوي على تلك الأحماض الدهنية غير مشبعة، واستخدام البدائل الطبيعية لها كزيت الكتان الذي يعمل على تنشيط الدورة الدموية، زيت الزيتون.

وأشار إلى إن الزيوت المهدرجة والدهون قد مُنع استخدامها على المستوى العالمي، معلقًا "لازم يكون في وعي وثقافة غذائية، والابتعاد بشكل كبير عن عمليات القلي التى يدخل فيها الزيوت المهدرجة".

كما لفت إلى أن قرار جهاز سلامة الغذاء بوضع حدود قصوى لاستخدام الزيوت المهدرجة، ومنع استخدام المهدرجة جزيئًا، خطوة جيدة يجب أن تصاحبها رقابة وتفتيش لإمكانية كبح عمليات الغش التجاري بالمصانع المنتجة.

وأضاف إن هذا الأمر كذلك من شأنه أن يوفر المزيد من العملة الصعبة للبلاد حين يكون إنتاجنا من الأغذية مطابقًا للمعايير العالمية بشكل يمكننا من التصدير للخارج بشكل دوري، وكذلك فتح أسواق خارجية لنا.

وتحدثنا مع حكايات بعض المواطنين الذين تضرروا من تناول المنتجات الغذائية التى تحتوي على نسب عالية من الزيوت والدهون النباتية المهدرجة.

"لم يكن من المتوقع أن أُصاب بالسمنة بالرغم من صغر سني.. والمعجنات السبب" بتلك الكلمات بدأ محمد إسماعيل، 35 عامًا، من محافظة الدقهلية، حديثه لـ"الدستور"، موضحًا إنه كان يزن 80 كيلوجرام وكان يتصف بالرشاقة، كما اعتاد المشاركة في العديد من المسابقات الرياضية لكن انقلبت الموازين منذ عامين وأصبح ذا بدن سمين لا يمكنه فعل ما اعتاد عليه من الحركة.

ويتابع: إنه أصيب بمرض الاكتئاب نظرًا لوفاة والده، واعتاد الجلوس لفترات طويلة مع نفسه واتجه لتناول المعجنات بشكل كبير كما وتوقف على الحركة وممارسة الرياضة كالمعتاد وبعد شهور معدودة لاحظ زيادة وزنه بشكل مبالغ فيه، ومن ثم قرر الذهاب على الفور إلى طبيب سمنة لمحاولة التخلص من تلك الوزن الزائد الذي تجاوز 190 كيلو.

وأضاف إسماعيل، أن الطبيب أوضح له سبب إصابته بالسمنة والتي كانت نتيجة تناول المعجنات بكميات كبيرة والتي تحتوى بالفعل على نسب من الأحماض الدهنية غير المشبعة، كما تراكمت الدهون لديه في منطقة البطن وأصبحت لديه الكثير من الترهلات بجسمه.

ويوجه محمد إسماعيل، ابن محافظة الدقهلية، بعض النصائح للمواطنين، قائلًا: "يجب الابتعاد عن تلك الأطعمة التى تحتوي على الزيوت المهدرجة، نظرًا لآثارها الجسيمة على صحة الإنسان، واستخدام البدائل الأخرى لأنها آمنة وتُكسب الجسم الكثير من الفوائد، وقرار هيئة سلامة الغذاء من أبرز الخطوات الحيوية التي ستسهم في خفض معدلات الإصابة الناتجة عن تناول تلك الزيوت المهدرجة.

كما تروي لنا أسماء عامر، من محافظة الوادي الجديد، مراحل إصابة والدها بأزمة قلبية نتيجة انسداد الشرايين، فتقول: "استيقظ والدها من نومه ذات يوم، وشعر بضيق نفس وآلم شديد في صدره يشبه النغزات القوية، تكرر هذا الشعور على مدار أسبوع كامل، حتى اشتد عليه الألم وسقط أرضًا، ومن ثم تم نقله إلى أقرب مستشفى لإجراء الإسعافات الأولية له.

وتتابع عامر: إنه تبين من خلال الأشعة والتحاليل التى تم إجرائها له إنه يعاني من انسداد بالشرايين نتج عن تراكم الدهون مما أدي إلى حدوث أزمة قلبية، موضحة إنه من المعتاد عليه في بيتهم تناول الأطعمة المقلية بكافة الوجبات على مدار اليوم، ولم يكونوا على دراية كافية بخطورة تلك الأمور.

وتستكمل: فقد نصحهم الطبيب المختص بالابتعاد نهائيًا عن تلك العادات السيئة في تناول الطعام الذي قد ينتج عنه الكثير من المضاعفات الصحية، لأن تلك الزيوت المهدرجة والدهون تسبب الكثير من المشاكل الصحية الخطيرة التي قد تودي بحياة الإنسان، معلقة "بدأنا بقا نستخدم زيوت خالية من الكوليسترول، والسمن البلدي، وناكل طعام مسلوق".

وأوضح تقرير نُشر في إحدى سجلات أكاديمية نيويورك للعلوم في أبريل 2016 أن الوجبات الغذائية التي تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون المتحولة ترتبط بتراجع القدرات العقلية وزيادة خطر الإصابة بالخرف (الزهايمر).

رئيس شعبة المواد الغذائية: لا يمكن الاستغناء عن الزيوت المهدرجة ولكن يجب أن تكون وفقًا للمواصفات المحددة

وقال حازم المنوفي، رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إن الزيوت المهدرجة تحتوي على نسب من الأحماض الدهنية المتحولة والتي تختلف اختلافًا كليًا عن الأحماض الدهنية الطبيعية في الزيوت النباتية والدهون الحيوانية، والتي قد ينتج عنها الكثير من المخاطر والمضاعفات الصحية للإنسان، معلقًا "الزيوت المهدرجة والدهون تكون سببًا في معظم النوبات القلبية والوفيات المرتبطة بالنظام الغذائي".

ويتابع: “أن الزيوت المهدرجة والدهون تدخل في صناعة معظم المنتجات الغذائية لكونها عنصر هام في زيادة مدة صلاحية الأطعمة التي تضاف إليها وتحميها من الفساد خارج أجهزة التبريد، منخفضة التكلفة، كما إنها تتحمل بشكل كبير درجات حرارة الطهي المرتفعة عن الزيوت الأخرى غير المهدرجة، ولكن تلك الزيوت المهدرجة تستخدم طبقًا لمواصفات ومعايير متفق عليها من قبل وزارتي الصناعة والتجارة”.

ويستكمل رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية، حديثه: “الزيوت غير المهدرجة لا تمثل أية خطورة على صحة المستهلك، بل وتسهم في كبح معدلات المضاعفات الصحية ونسب الوفاة التي قد تنتج عن النظام الغذائي، وقد جاء قرار جهاز سلامة الغذاء محذرًا من استخدام تلك الدهون غير المشبعة التى تضر بالصحة”.

فقد وضعت هيئة سلامة الغذاء حدود قصوى للأحماض الدهنية المتحولة في الغذاء بحيث لا تتجاوز عن 2 جرام لكل 100 جرام من محتوى الزيوت والدهون النباتية في المنتجات الغذائية المصنعة، كما أقرت بضرورة كتابة محتوى الدهون المشبعة ونسبتها على بطاقة بيانات المنتج الغذائي.

"يُفضل إن يلجأ المستهلك لتلك المنتجات الغذائية ذات المكونات الطبيعية، لتجنب المخاطر التى قد تنتج إثر تناول منتجات بها نسب من الأحماض الدهنية غير المشبعة والتي قد ينتج عنها زيادة عوامل الإصابة بأمراض القلب والجلطات، وتزيد من معدلات الإصابة بالسمنة والسكر، لأنها تظل لمدة طويلة بالجسم وتؤدي إلى اضطرابات في المعدة لصعوبة هضمها ولا تتوزع في الجسم بل تتراكم في البطن".

ويختتم حازم المنوفي، رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية، حديثه لـ"الدستور" أن وزارة الصحة تقوم بشكل دوري بأخذ عينات من المصانع المنتجة للأغذية وذلك لمعرفة مدى مطابقتها للمواصفات والمعايير المتفق عليه، وفي حالة وجود اختلاف في النسب المتفق عليها والتي تعرف بالغش التجاري، يتم إيقاف الإنتاج مباشرة ومعاقبة مرتكبي تلك الجريمة.

ويستهدف جهاز سلامة الغذاء في الوقت الحالي أن يكون انتاج المصانع للأغذية معتمدًا على معايير مطابقة للاشتراطات والمواصفات العالمية حتى يمكن تصدير الفائض من تلك المنتجات إلى دول الخارج.

وقائع ضبط استخدام الزيوت المهدرجة بمعايير مخالفة:

تمكنت فرق الرقابة والتفتيش في مديرية الغذاء وذلك التنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة من ضبط كمية من الألبان والأجبان المخالفة للاشتراطات والمواصفات الموضوعة، وذلك بإضافة زيوت نباتية مهدرجة تقدر بـ(1200) كجم بعضها تحمل علامات تجارية وهمية ومجهولة المصدر، بالإضافة إلى كمية من الزيوت النباتية المهدرجة تقدر بـ(1400) كغم وذلك في أحد المستودعات في الزرقاء.

ومن خلال تتبع المواد الغذائية المضبوطة في المستودع لغايات الوقوف على مصدرها تبين أنه مشغل أحد المصانع المخالفة كونه مرخص على أنه مشغل مهنة منزلية وعند الكشف عليه ضبط بداخله كمية من منتجات الالبان والاجبان المخالفة بإضافة زيوت نباتية مهدرجة تقدر بــ(3500) كجم، وبذلك تصل الكمية الاجمالية من الألبان والاجبان المخالفة والتي تم ضبطها في كل من المستودع والمصنع إلى (4700) كجم.

كما تم العثور على أحد المصانع المنتجة لزيت الزيتون يستخدم زيوت نباتية مهدرجة تضاف إلى زيت الزيتون وإلى اللبنة لمنحها لون مميز وتم بالفعل تشميع المصنع والتحفظ على 20 طنًا من الزيوت النباتية المهدرجة والحليب المجفف.

البنك الأهلي
الدهون المهدرجة هيئة سلامة الغذاء المستهلك كلية الاقتصاد المنزلي الزيوت المهدرجة الكوليسترول شعبة المواد الغذائية الغرفة التجارية
serdab serdab serdab serdab
CIB
CIB