جنازة نجيب الريحاني.. صاحب أكبر جمهور حيا وميتا


فى تمام الساعة الرابعة والنصف من يوم الخميس الموافق 9 يونيو 1949، أقيم قداس الصلاة على نجيب الريحاني، بكنيسة السريان الكاثوليك بشارع الظاهر بالعباسية، ثم انتقل الجثمان إلى محطة كوبري الليمون «ميدان رمسيس حاليًا»، حيث أقيم سرادق العزاء، وسارت الجنازة حتى ميدان الأوبرا، ثم نقل الجثمان بالسيارات إلى مقابر السريان الكاثوليك القريبة من محطة مترو أنفاق الملك الصالح حاليًا.
اقرأ ايضا: «الشتيمة مبتلزقش».. قصة أغنية أنهت 13 عامًا من الخلاف بين أم كلثوم وزكريا أحمدتُعد جنازة نجيب الريحاني، ثاني أضخم جنازة في تاريخ مصر بعد جنازة سعد زغلول في هذا الوقت، والتي سار فيها جماهير غفيرة، فقد خرج سكان القاهرة بالكامل يودعون نجيب الريحاني، وفي مقدمة الجنازة كان مندوب الملك فاروق، وفنانون، وطلبة جامعة، وسياسيون، ووزراء، ونواب، وشيوخ.
اقرأ ايضا: سامية جمال.. الراقصة التي اشترطت أن يكون مهرها «مسجد».. وأسلم آخر على يدهاوكان حول الجنازة وفوق الأرصفة وفي شرفات المنازل رجال ونساء وشباب وشيوخ وأطفال يبكون ويصرخون، ويترحمون على نجيب الريحاني.
اقرأ ايضا: سعاد حسني.. أشعلت غيرة فاتن حمامة.. أحبت عبد الحليم.. وأبكاها محرم فؤادموضوعات ذات صلة
وبحسب الفيلم الوحيد في التاريخ لجنازة نجيب الريحانى «19 مللي» ومدته 18 دقيقة، والذي تم تصويرة بأمر الملك فاروق، ثم اختفى من قصر عابدين، بعد ثورة 23 يوليو، ليظهر في تركيا، ثم يشتريه هاوي مصري لا يزال محتفظا به حتى الآن وبحسب الفيلم فإنه، يبدأ بعرض جنازة نجيب الريحاني، بداية من إقامة مراسم الصلاة فى كنيسة «الروم الكاثوليك» التي كان ينتمى إليها.
اقرأ ايضا: عزيز بيه يا قُطة.. تاجر القطن الذي أصبح برنس الشاشة.. تنكر منه ابنه وخطبته فتاة عمرها 19 سنةوضع صندوق جثمانه على منضدة مرتفعة ووقف بالقرب منه قساوسه كان يتلوا الصلاة في حضور أقاربه والعديد من أصدقائه وزوجته السابقة بديعة مصابني، التي كانت تبكي بحرقة، وشقيقه يوسف بديع توفيق الريحاني، وأنور وجدي ويوسف وهبي، وأمام الكنيسة وقفت العربة الملكية المذهبة لتحمل جثمان «الريحاني» إلى مثواه الأخير، التي أرسلها الملك فاروق، تكريما له كما أرسل مندوبا رسميا لينوب عنه في الجنازة.
اقرأ ايضا: «فيروز».. الطفلة المعجزة.. شهدت على بخل «أنور وجدي».. وديانتها أثارت ضجة كبيرةوالغريب في الأمر أن وجدوا تحت وسادته بالمستشفى الذي فارق الحياة فيها مصحفا وبه آثار قراءة فيه وصفحات مطوية بداخله مما أثار دهشة أقاربه وأصدقائة حيث كان «الريحاني» صديق وحبيب الكل، مسلم ومسيحي ويهودي ودرزي كما قال عنه رفيق عمره بديع خيري.