بعثة أثرية مصرية تعثر على أقدم ورشة لصناعة الفخار في معبد كوم أمبو

أعلنت بعثة أثرية مصرية، اليوم الخميس، العثور على أقدم ورشة لصناعة فخار الدولة القديمة بمعبد كوم أمبو في أسوان.

وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحفي اليوم، إن مكان تلك الورشة يقع في المنطقة الواقعة بين مدخل متحف التماسيح وشط نهر النيل، ويرجع تاريخها إلى فترة الأسرة الرابعة المصرية.

وأوضح وزيري، أن تلك الورشة تتكون من حفر نصف دائرية لصناعة الفخار بطريقة القوالب "مدقات الفخار"، تم تصميمها بشكل متجاور في أرضية الورشة ، كما يوجد بداخل الحفر كتل حجرية دائرية الشكل لدق وضرب الطين المراد تشكيلة في هيئة أواني.

وعثرت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمشروع تخفيض المياه الجوفية بمعبد كوم أمبو ايضا داخل الورشة على أقدم عجلة حجرية لصناعة الفخار في مصر القديمة في هيئة قرص دوار من الحجر الجيري turn tableوقاعدة مجوفة، وهي تعد من أنواع العجل التي كانت تدار باليد وأطلق عليها العلماء اسم العجلة البسيطة.

وأشار وزيري إلى أنه على الرغم من كثرة المناظر المصورة التي توضح تطور أنواع العجل المستخدمة لصناعة الفخار إلا أنه لم يتم العثور على أية عجلة فخار حقيقية تعود إلي عصر الدولة القديمة، لافتاً إلي أنه قد سبق وتوصل عالم الآثار فيرنر "verner " إلي العثور على رأس عجلة مصنوع من الطين المحروق داخل معبد الملكة " خنتكاوس" الثانية بمنطقة آثار أبي صير داخل ورشة لصناعة الفخار ملحقة بالمعبد.

ووصف وزيري الكشف بأنه أحد أهم الاكتشافات القليلة والنادرة التي تلقي الضوء علي طبيعة الحياة والصناعات اليومية في مصر القديمة وتطور الفن المصري القديم في تحسين وتطوير أدوات الصناعة لمواكبة متطلبات الحياة اليومية، مؤكدا أن الورشة المكتشفة توضح العديد من الطرق المختلفة التي استخدمها المصري القديم لصناعة الفخار.

يذكر أن مصر القديمة عرفت نوعين من الفخار ، أجودهما صنع من الفيانس ، الذى استخدم فيه الكوارتز ، وصنعوا النوع الآخر من الفخار من طمى النيل، أو من طمى بعض الأراضي.

وتزهر تلك الصناعة حتى اليوم في بعض قرى محافظة قنا، مثل قرية البلاص، الواقعة غرب النيل جنوبي قنا، وشمال مدينة الأقصر، وقرب معالم حضارة نقادة القديمة.