موقع السلطة
الخميس، 28 مارس 2024 12:50 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
مصر

السيسي لصحيفة ألمانية: الأمن لا يأتي على حساب الحرية

الرئيس السيسى
الرئيس السيسى

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي حوارًا مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية واسعة الانتشار، أكد خلاله أن الأمن لا ينبغي أن يأتي على حساب الحرية حتى في بلد يعيش ظروفا صعبة مثل مصر، نافيا حبس أي شخص في مصر بسبب آرائه السياسية.

وقال الرئيس السيسي، في حوار مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية واسعة الانتشار، إن النقد مسموح به للجميع، لكن يجب أن يكون «نقدا بناءً وليس تحريضا»، مشددا على أن الاستقرار مهم للغاية، خاصة في بلد مثل مصر يبلغ تعداد سكانه 100 مليون نسمة، ويشكل الشباب أكثر من 60% منه، مؤكدا: «نريد دولة دستورية، لكن التحريض على الانقلاب أمر خطير وغير مقبول».

وأشار الرئيس السيسى إلى أن «الأمن لا يجب أن يأتي على حساب الحرية، حتى في بلد يعاني من أوضاع صعبة مثل وضعنا»، وقال موجها حديثه للسيدة التي تجري معه الحوار بالصحيفة: «لقد قطعت بلادك شوطا طويلا وهي الآن من بين أغنى البلدان في العالم.. مصر بعيدة عن ذلك».

وأضاف الرئيس السيسي أن ما لا يقل عن مليون شاب وشابة في مصر يدخلون سوق العمل كل عام، فمن أين تأتي هذه الوظائف؟، مشددا على أنه لا يمكن خلق تلك الوظائف إلا إذا استقر الوضع الأمني، وإلا فستنتشر الفوضى كما هو الحال في دول أخرى في المنطقة.

 

وقال إنه لا يمكن خلق الوظائف إلا إذا ساعدتنا أوروبا في بناء الصناعات، حتى لو كانت تنافس صناعاتها، مضيفا أن أوروبا لا يمكنها استقبال كل مهاجر غير شرعي.

وأضاف السيسي في الحوار: «إننا منذ سبتمبر 2016، استطعنا منع المهاجرين غير الشرعيين من اقتحام أوروبا من مصر، وكان من المهم بالنسبة لنا ألا يتأثر أمن أوروبا نتيجة لذلك»، مشددا على أنه «لا يمكننا وقف هذه الهجرة غير الشرعية عبر مصر إلا بتهيئة المناخ المناسب للأمن والاستقرار، ولا نطالب بأي شيء في المقابل من أوروبا، نحن لا نفكر حتى في استخدامه للابتزاز السياسي أو الاقتصادي».

وأوضح أنه في نفس الوقت «لدينا ستة ملايين لاجئ في مصر من بينهم 500 ألف لاجئ من سوريا بالإضافة إلى عدد كبير من العراق واليمن والسودان وليبيا وإثيوبيا ودول أفريقية أخرى، ويرى الكثير منهم مصر دولة عبور فقط، لكننا لن نسمح لهم بالمضي قدمًا».

 

وتابع الرئيس أن اللاجئين فى مصر يعتبرون ضيوفًا ويتلقون نفس المعاملة التي يحصل عليها المصريون، مردفًا: «نحن نقدم لهم ما في وسعنا، حتى لقاحات كورونا، ونحن ليس لدينا أي مخيمات للاجئين في مصر، حيث يعيش اللاجئون هنا داخل المجتمع المصري».

وقال الرئيس السيسى إنه «لا أحد يستطيع معارضة شعب انتفض مرتين، في 2011 و2013 ، للإطاحة بحكومتين ويمكن للناس أن ينهضوا للمرة الثالثة أو الرابعة إذا اختلفوا مع الحكم، كان مبارك في السلطة لمدة 30 عامًا قبل أن ينقلب الناس ضده؛ بقي مرسي في منصبه لمدة عام واحد فقط قبل أن يزيحه الشعب»، مشددا على أن «المصريين لديهم إرادة حرة وقوة لطرد أي حكومة لا يحبونها».

وأضاف السيسي: «خلال الاستعدادات للانتخابات، لطالما دعونا الصحفيين والمنظمات المدنية لضمان إجراء الانتخابات بشكل صحيح، ونحن على ثقة من ضرورة وجودهم لضمان أن تكون انتخاباتنا نزيهة»، متابعًا أن سفارة الولايات المتحدة رحبت بالانتخابات التي أجريت فى مصر وأكدت موضوعيتها ومصداقيتها.

 

وفيما يتعلق بمزاعم بعض المنظمات بوجود عدد كبير من السجناء السياسيين فى مصر، قال الرئيس السيسي: «نحن لا نحبس أحدا بسبب آرائه السياسية، لكن لا تنسوا أننا مع الإخوان نتعامل مع جماعة تعمل منذ 90 عاما لتصل إلى السلطة في مصر، وعندما فعلوا ذلك، وقف الشعب ضدهم بعد عام واحد فقط، الإخوان المسلمون لم يكونوا متعاطين مع المشاكل الضخمة في البلاد».

وتابع الرئيس: «أردت أن أمنع المصريين من السقوط في هذا، حتى لا تسقط مصر مثل الدول الأخرى، نريد أن نصبح دولة دستورية، فكل ما في الأمر أننا دولة يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة ونواجه واقعا قاسيا».

وواصل السيسي: «نفعل الكثير حتى يحصل الجميع على العدالة في المحكمة، وليس لدينا أي سجناء سياسيين، فالأمر يتعلق بادعاءات محددة يجري توضيحها في الإطار القانوني، حتى لو استغرق ذلك أحيانًا أكثر من عام، وكان لدينا سابقًا فوضى كاملة ونعمل الآن على البناء والاستقرار».

 

وأضاف أن هناك أشياء يتعين علينا فيها كدولة أن نحاول ألا نذهب بعيدًا، لكن بناء دولة فاعلة يستغرق وقتًا طويلا، مشددًا على أهمية الحصول على تعليم جيد حتى يتمكن المصريون من التمييز بين حرية التعبير والفوضى.

ووجه حديثه للمحاورة: «هل أنت مستعدة في أوروبا لمساعدتنا حتى نتمكن أيضًا من الحصول على مستوى تعليمي كما هو الحال في أوروبا؟ أو نظام صحي جيد مثل نظامك؟»، مؤكدا أنه لم يعاقب أي شخص في بلادنا على حرية التعبير.

واستطرد الرئيس قائلا: «هل أنتي تريدين فقط تطبيق معاييرك الخاصة للحرية والديمقراطية؟ أم يجل عليكي أولا أن تنظري إلى حالة الشعب المصري وترين كيف يعيش الفقراء وغير المتعلمين، لا أريد أن أطلب الدعم من أجلهم، ولكن أعطنا بعضًا من معرفتك، صناعتك، تقنيتك، نريد أن نشارك في تقدمك، تمامًا كما تريدين منا أن نتبنى أفكارك عن الحرية».

وقال الرئيس السيسي إن مصر كانت رائدة في صنع السلام مع إسرائيل، وعندما نلتقي في الاجتماعات الإسرائيلية نقول لهم إن أهم شيء هو القضية الفلسطينية، بعدها يمكن لإسرائيل أن تناقش الأمور الأخرى.

 

وشدد السيسي: «إذا كانت هناك دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، فسيكون ذلك أيضًا ضمانة لأمن المواطنين الإسرائيليين، وليس فقط للفلسطينيين، ولهذا فنحن نعمل أيضا على الدعم للمصالحة الفلسطينية الفلسطينية حتى تؤدي المحادثات إلى حلول ملموسة».

وردا على سؤال حول المفاوضات الجديدة حول الاتفاق النووي مع إيران ومساعي الاخيرة النووية، قال الرئيس السيسي: «القنبلة الحقيقية هي التقدم، التقدم السياسي، التقدم البشري، التقدم في الحرية، في الديمقراطية، لذا فإن امتلاك أسلحة نووية ليس السبيل لتحقيق التقدم أو القوة للشعوب، فألمانيا ليس لديها قنبلة ذرية ولا تزال واحدة من القوى العظمى، إننا ننظر بإعجاب كبير إلى التقدم الذي أحرزه الألمان ونود التعلم منه».

وعرض الرئيس شريطا يظهر فقر سكان الريف متسائلا: «هل يجب علينا شراء أسلحة نووية؟»، موجها حديثه لمحررة المجلة، قائلا: «كنت أود أن تسأليني كيف يمكنني أن يجري تغيير هذا الواقع».

 

وتساءل الرئيس: «كيف لي أن أجلس هنا وأترك الناس في بؤس، هذا ما نفعله الآن وسنفعله، لكن مصر لديها مشكلات منذ 70 عامًا دون أن يكلف أحد عناء إيجاد حل لها، والآن علي أن أجد الحلول في أقصر وقت ممكن حتى لا يعاني الناس أكثر»، مضيفًا: «وضعت 250 ألف أسرة تعيش في الشارع في شقق مجهزة بالكامل».

وفي سياق المقابلة، أعرب الرئيس السيسي عن سروره لكون من يجري معه المقابلة امرأة، مبرزا المكانة التي تتبوأها المرأة في مصر والدور الذي تقوم به، مشيرا إلى أن هناك 162 امرأة في البرلمان المصري، أي ما يزيد قليلاً عن ربع عدد أعضائه، وهذا تطور كبير في مصر، موضحًا: «لدينا أيضًا ثماني وزيرات في مجالات رئيسية والعديد من المحافظات».

ولفت الرئيس السيسي أيضا إلى الدور الذي لعبته المرأة خلال التظاهرات التي نادت بإسقاط جماعة الإخوان الإرهابية، حيث قادت النساء المظاهرات التي أدت إلى سقوط مرسي، كما قدمت النساء تضحيات حتى يمكن البدء في الإصلاحات الاقتصادية.

البنك الأهلي
السيسى الرئيس السيسى ألمانيا أوروبا سوريا لاجئين
serdab serdab serdab serdab
CIB
CIB