موقع السلطة
الجمعة، 29 مارس 2024 03:54 صـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
مصر

الطيب: خيرية أمة المسلمين مشروطة

الشيخ أحمد الطيب
الشيخ أحمد الطيب

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن القرآن الكريم وصف الأمة الإسلامية بأوصاف يفهم منها أن لهذه الأمة دورا خاصا حيال الأمم الأخرى المتزاملة معها في الحياة على هذه الأرض، وأن الهداية والوسطية يأتيان في مقدمة هذه الأوصاف، إذ أن هذين الوصفين، وما سيتلوهما من أوصاف أخرى، كلها لا تتجه إلى أفراد الأمة، بحيث يصدق الوصف على كل فرد من أفرادها، ويصبح كل مسلم موصوفا بالهداية والعدالة، وهذا المعنى غير موصوف وهو منافٍ للواقع وطبائع الأشياء وحقائق الأمور.

وأضاف الطيب، خلال تقيدمه برنامج «الإمام الأكبر»، عبر شاشة «إكسترا نيوز»، أن الواقع المشاهد، يحكم بأن بعض المسلمين في كل زمان ومكان، ليسوا مهديين، ولا يتصفون بالعدل من قريب أو من بعيد، وأن المقصود من هذه الأوصاف، هو مجموع هذه الأمة، مفهومها الغالب عليها والمميز لها عن غيرها دون ملاحظة أفرادها.

وتابعت، أنها وُصفت بوصف ثالث وهو شهادتها على الأمم الأخرى، لأنها استوفت شروط الشهادة، وأبرزها العدالة والعلم بحال المشهود عليهم، مشيرًا إلى أن معنى قوله سبحانه وتعالى «ولتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا»، أنكم ستشهدون يوم القيامة على أعمالهم التي انحرفوا بها عن نهج الصراط المستقيم.

وشدد على أن صفة الشهادة والإشهاد يوم القيامة، ليست خاصة بالمسلمين وحدهم، بل هي عامة تشملهم وتشمل آخرين من غيرهم، حتى من أعضاء الإنسان التي تشهد على صاحبها بما قدم من أعمال في الحياة الدنيا، لافتًا ألى أن الفرق بين شهادة الامة الإسلامية وشهادة غيرها، هو أن شهادة الأمة عامة، تشمل جميع الأمم وهو مصداق قوله تعالى «لتكونوا شهداء على الناس، وذلك في مقابل بعث شهيد واحد ليشهد على أمة بعينها وهذه ميزة لا يمكن تجاهلها أو التهوين من قدرها، أما شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته فهي شهادته عليها بأعمالها يوم القيامة».

وأردف، أن هناك خاصية أخيرة لهذه الأمة، وهي أنها خير أمة أخرجت للناس، بسبب ما تدعو إليه من الفضائل والأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما تتحلى به من الإيمان بالله تعالى، إذ أن وصف هذه الأمة بأنها خير الأمم، تكريم إلهي لا حدود لشرفه وعزته، وهو منزلة عليا.

وأكد أن خيرية هذه الأمة على غيرها، مشروطة بالتزامها بممارسة الأمر بالمعروف وتطبيقه والنهي عن المنكر واجتنابه، والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر، أي أن الوصف بالخيرية، نتيجة مهمة معينة وثمرة دور محدد، وليس هو مكرمة قومية أو عنصرية أو عرقية، فالأديان السماوية كلها مطبقة على أن الناس سواسية كأسنان المشط، وأن الشعوب لا تتفاضل فيما بينها إلا بمعيار واحد، وهو عمل الخير لصالح الإنسان والإنسانية.

ولفت إلى أن هذا هو الفرق بين تكريم الأمة الإسلامية ودعاوى التكريم الأخرى لبعض من الأمم أو الشعوب، التي لا تزال تؤمن بأن الله اختارها من بين سائر الشعوب، لا من أجل نفع الإنسانية وخيرها، لكن من أجل عنصر هذا الشعب وانتقاء الله إياه من سائر الشعوب إلى آخر هذه الأوهام، التي أصابت أصحابها بفقدان حاسة الشعور بالآخرين، والشلل التام عن القيام بما يجب عليهم من المسؤولية الخلقية وإملاءات الواجب ونداءات الضمير وشجعها على التمادي في الظلم والطغيان وأغراها بالعدوان على الآخر باسم الدين والرسالات الإلهية.

وشدد، على أن خيرية أمة المسلمين على باقي الأمم مشروطة بما تقدم من بذل الطاقة للدفاع عن الخير والتصدي للشر فيما بين أبنائها ورعاياها أولًا ثم حيثما كانت، وإنها إن تخلت عن هذا الدور العالمي، فإنها لا محالة ستسقط كما سقطت غيرها من الأمم والدول والشعوب التي تتنكر لوعد الله وتلقي به وراء ظهورها.

واوضح، أن ما نلمسه اليوم من ضعف وتهاون حيال دعوات الإلحاد والانحراف عن الصراط المستقيم، والتي يهب سمومها على المسلمين من وراء البحار، من غرب ومن شرق جرس إنذار لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

البنك الأهلي
أحمد الطيب الطيب شيخ الازهر
serdab serdab serdab serdab
CIB
CIB