موقع السلطة
الإثنين، 13 مايو 2024 11:42 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

إبراهيم الشامي.. جسد دور السُلطة الطاغية في «الأرض» وقتل ابنه لخيانته الوطن

موقع السلطة

«إن الأوطان لا تعيش إلا بالأمانة، وأن الأوطان لا تضيع إلا بالخيانة وأن الكلمة شرف.. وشرف المبدع هو الأمانة» كانت هذه كلمات الفنان الراحل إبراهيم الشامي، التي جسدت أسمى معاني الأمانة والوطنية في مشهد بفيلم «إعدام ميت» ليخلدها التاريخ، ضمن الأقوال المأثورة التي أثرت في الأجيال، وعاشت على مدار العقد الماضية.

وهو من مواليد 21 يناير عام 1920 في قرية أبو صير بالغربية حصل على الدبلوم الصناعي ثم عمل بسلاح الصيانة بالجيش المصري ونشأ في حي الحسين وسكن فيه ولم يتركه إلى أن فارق الحياة.

بدأت رحلته الفنية من خلال شغفه بالمسرح الديني ثم إنتقل إلى المسرح العسكري وكان من المؤسسين له حين كان بالقوات المسلحة.

موضوعات ذات صلة

تطوع في حرب فلسطين عام 1948، في كتيبة القائمقام أحمد عبد العزيز، وتم أسره هو والممثل حسن عابدين. لكن زملائهم نجحوا في تحريرهم.

وقالت ابنته أسماء إبراهيم الشامي، في حوار لها بجريدة الوفد في 14 يوليو2017، «على شط القناة، وقف المخرج علي عبدالخالق، يطمئن على استعدادات فريق عمل فيلم «إعدام ميت» كان ذلك عام 1985، الفنان محمود عبدالعزيز الذى لعب دورًا مزدوجًا «منصور الخائن - وعزالدين ضابط المخابرات» يقف في مكانه، والراحل فريد شوقي ورجال المخابرات العامة المصرية أخذوا أماكنهم، على الجانب الآخر يقف رجال الموساد، الكل فى انتظار إتمام صفقة تبادل الأسرى، ثلاثة طيارين إسرائيليين ومنصور، مقابل تسليم عزالدين، اللوكيشن بمصطلح السينما، ومسرح العمليات بالمفهوم العسكري أصبح جاهزًا، والكل في انتظار ظهور الفنان إبراهيم الشامي الذي لعب دور الشيخ «مساعد الطوبجي» والد الجاسوس منصور.

بصوته المميز سأل المخرج علي عبدالخالق، جاهزين؟ تمام جاهزين.. اتفضل يا أستاذ، التصوير نهار خارجي، والراحل سعيد شيمى مدير التصوير ضبط كاميراته، والصوت جاهز، والصمت خيم على الموقع، بعد لحظات أطلق المخرج صيحته: أكشن، بنصور يا أساتذة اتفضلوا.

دارت الكاميرا دورتها على الوجوه جميعاً، لكنها توقفت لحظات أمام وجه الفنان إبراهيم الشامى، فهذه اللحظات التى يقف فيها تمثل عمره الإنساني والفني كله، هو بعد لحظات سيطلق خمس كلمات تُعد درسًا في الوطنية، ودستورًا للبشرية، ورسالة للإنسانية.

شارك الفنان الراحل، في تأسيس المسرح العسكري، وتدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة الصاغ «نقيب»، بعدها استقال من أجل التمثيل الذى كان يعشقه، وإلتحق بمعهد الفنون المسرحية وحصل على وسام المعهد للتفوق، ورغم قلة أعماله السينمائية والتليفزيونية، إلا أن أدواره في أفلام «الأرض» و«الزوجة الثانية» و«إعدام ميت» و«كتيبة الإعدام» تظل راسخة في وجدان محبيه، لديه 7 أبناء هم: «جزاء، وعلي، ومجدي، ومحمود وإبراهيم وناصر وأسماء».

في صباح أحد أيام عام 1985، كان الفنان على موعد مع السفر إلى تونس، قبل أن يدخل عليه نجله محمود، ليودعه قبل سفره لقضاء شهر العسل في اليونان.

ودع أباه ومعه زوجته، وقال الأب له: بالتوفيق يا ولدى.. كلنا على سفر.. إن التقينا نلتقى على خير، وإن افترقنا نفترق على خير ثم سكت.

الزوجة واقفة اقشعر جسدها من كلماته، وقالت له: لماذا تقول ذلك يا إبراهيم؟ واصل سكوته.. ثم قال لها: شنطة سفرى جاهزة؟ قالت: نعم.. وبعدما غادر الابن بساعة أو أكثر غادر الأب مطار القاهرة فى طريقه، والابن من قبله إلى طريقه على وعد باللقاء، ولكن الوعد لم يتحقق، فمات الابن وهو عائد من سفره بعدما تم اختطاف الطائرة في عملية إرهابية خسيسة.

في فيلم الأرض للمخرج يوسف شاهين، نجح الفنان إبراهيم الشامى بهذا المشهد أن يلخص لنا سطوة السلطة، مثلما نجح محمود المليجى فى أن يلخص لنا أن الأرض دونها هو الموت، خاصة في مشهد يجمع النجمين حينما قال إبراهيم الشامي «اقبضوا على الراجل ده ومن رجليه!»، وألقى بيده بإحدى وسائل القوة والبطش التى تمثل القيد، ووضع فى قدمى محمد أبوسويلم الذى حاول جاهداً التمسك بالأرض، وحاولت السلطة فى نفس الوقت انتزاعه بالقوة منها.

رحل الفنان إبراهيم الشامي، عن عالمنا في 13 سبتمبر 1990، بعد صراع مع المرض، وكانت وصيته أن تخرج جنازته من المسرح القومى.. وبالفعل ذهبت الجنازة من المستشفى إلى وسط البلد حتى وصلنا إلى المسرح القومى ودخلنا الجنازة إلى خشبته، ثم خرجت من هناك لمقابر الأسرة.

البنك الأهلي
ابراهيم الشامي اعدام ميت الارض يوسف شاهين محمود المليجي نوستالجا السلطة
tech tech tech tech
CIB
CIB