إبراهيم نصر.. 17 سنة من المقالب

الكاميرا الخفية هو العنوان الرئيسي لبرامج المقالب والتي تطورت مع مرور الزمن، كما ذكرنا في العدد السابق من خيمة رمضان، وأصبحت برامج المقالب من الأشياء الأساسية على المائدة الرمضانية، بل أن الجمهور يحب متابعتها خصوصا بعد أذان المغرب وأثناء تناول وجبة الإفطار، وحلقتنا هذا الأسبوع عن الفنان الكبير إبراهيم نصر الذي عشقه الجمهور في الكاميرا الخفية.

الصدفة
قدم الفنان الكبير إبراهيم نصر العديد من الأعمال الفنية سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية أو على خشبة المسرح، لكنه أرتبط في أذهان الجمهور حتى الآن بـ”الكاميرا الخفية”، بل أنه وضع بصمته الخاصة عليها لتصبح هي المرتبطة باسمه، فلا يمكن أن نذكر إبراهيم نصر دون أن نتذكر حلقة أو موقف من مواقفه الشهيرة ببرنامجه “الكاميرا الخفية”.

وما لا يعرفه الكثيرون أن مشوار نصر مع الكاميرا الخفية جاء عن طريق الصدفة، ولم يكن مرتب له على الإطلاق، بل أنه حكى من قبل بإحدى لقاءاته التليفزيونية عن بداية فكرة تقديم برنامج “الكاميرا الخفية”، وقال أنه كان يسير بجانب مبنى الإذاعة والتليفزيون، لإستخراج بعض الأوراق، وقابل بالصدفة عبد المنعم غالي، وكان متولي إدارة القناة الثانية حديثا في ذلك الوقت، وطلب منه أن يأتي له في مكتبه بالتليفزيون لشرب القهوة معاً، وبالفعل حضر نصر، وأثناء المقابلة دار الحديث بينهما عن الرغبة في تقديم برنامج تليفزيوني يهتم به جميع الشرائح ويرسم البسمة على وجوه المشاهدين.

وبعد انتهاء الجلسة بدأ يفكر إبراهيم نصر في هذا البرنامج حتى جاءت له فكرة الكاميرا الخفية، فعرضها على عبد المنعم غالي والذي تردد في تقديمها ببداية الأمر، ولكن “إبراهيم” أصر عليها، فقام “غالي” بعرض الفكرة على سهير الأتربي رئيسة الإذاعة والتليفزيون في ذلك الوقت، ووافقت عليها، وبدأ على الفور تصوير برنامج كاميرا خفية بعنوان “انسى الدنيا”، وكان من إخراج علي العسال.

زكية زكريا
مع الموسم الأول الذي قدم في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، حقق إبراهيم نصر نجاحا كبيرا، وبدأت العروض تنهال عليه من القنوات الفضائية، لدرجة أنه عرض عليه 7 أضعاف الأجر الذي كان يتقاضاه، وفي نفس الوقت لم يتفق التليفزيون معه على موسم جديد، فقرر أن يقدم الفكرة في العام التالي مع المخرج رائد لبيب ليحققا نجاحا كبيراً.

وأستمر نصر في تقديم الكاميرا الخفية على مدار أكثر من 17 عاما، كان في كل مرة يبتكر حيل جديدة من أجل تحقيق التنوع والإختلاف وعدم شعور المشاهد بحالة من الملل، لدرجة أنه كان يصنع شخصيات خاصة ليظهر بها في الحلقات، ومن أشهر تلك الشخصيات “غباشي النقراشي” و”زكية زكريا” السيدة التي أرتبطت في ذاكرة الجمهور بالكاميرا الخفية، ومن شدة شهرتها قدمها نصر على خشبة المسرح من خلال عرض “زكية زكريا والعصابة المفترية”، كما قدمها سينمائيا في فيلم “زكية زكريا في البرلمان”. 

استطاع إبراهيم نصر خلق عبارات جديدة من خلال حلقاته في الكاميرا الخفية، ومنها على سبيل المثال، “يانجاتي أنفخ البلالين علشان عيد الميلاد” و”لما أقولك بخ تبخ” و”أوعى الجمبري يعضك” و”أنت شبه خالي خميس” و”عايز أريح ساعة القيلولة”، وغيرها من الإفيهات التي كانت ومازالت يرددها الجمهور.

رغبة في الإستمرار
بعد توقف الكاميرا الخفية لعدة سنوات، كان يتمنى إبراهيم نصر إعادة تقديمها مرة أخرى، وظل يحلم بذلك حتى وافته المنية عام 2020، وقد قدمت له بعض العروض من القنوات الفضائية قبل رحيله، لكنه أعتذر عنها لأنه كان خائف من تقديم مستوى أقل مما قدمه من قبل.