عبد العظيم عبد الحق.. ملحن السماوات والأرض الذي تنبأ بـ«رُخص البني آدم»


هو عبد العظيم محمد أحمد عبد الحق، مواليد يناير عام 1905 محافظة المنيا، حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، وكان يقوم بقراءته في كبار بيوت الأعيان لحلاوة صوته، وكرمته إيطاليا واشترك في فيلمين عالميين.
وكانت أسرته من عُلية القوم وكان يطلع بقراءته كلما قرأ «السماوات» يصعد بصوته لأعلى وكلما قرأ «الأرض» نزل بصوته، ومن هنا جاء حبه للموسيقى والتعبير عنها حتى فيما بعد أُطلق عليه ملحن السموات والأرض.
تقلد أخوه 3 وزارات وألغى البغاء.. وهو السياسي المعروف الدكتور عبد الحميد عبد الحق، أحد أهم رموز الوفد ونقيب المحامين لأربع دورات متتالية، وأحد أهم أعضاء مجلس النواب.
موضوعات ذات صلة
وكان له الفضل الأول في إلغاء البغاء في مصر وغلق بيوت الدعارة المرخصة في مصر في العهد الملكي، وأول من قام بعمل معونة الشتاء للفقراء والمحتاجين، وأصبحت عادة فيما بعد، وتقلد 3 وزارات في العهد الملكي وزير الشئون الاجتماعية ووزير الأوقاف ووزير التموين.
أول سلم الفن.. فرقة أمين صدقي
التحق عبد العظيم عبد الحق بفرقة أمين صدقي عام 1928 في الكورس مقابل ثمانية قروش بعدما أحب الفن وتعلق به، فكانت البداية فرقة أمين صدقي ثم الشيخ زكريا أحمد.
كانت أسرته ترفض خوضه في هذا المجال لولا أخيه الذي شجعه، وقال له: «إعمل فن نتباهي به».
ومن وقتها، أصر شقيقه أن يعلمه أصول الفن فألحقة بمعهد الموسيقى العربية عام 1948، وتخرج منه عام 1950، وعُين موظفاً في العديد من الوزارات والهيئات الحكومية.
خناقة عبد العظيم وعبد الوهاب.. اتهم الموسيقار بسرقته للألحان
بدأ علاقته بالفن من خلال الموسيقى والألحان، فمن أشهر ألحانه «تحت الشجر يا وهيبة» لمحمد رشدي، وقام بتحلين لكبار الفنانين مثل شادية ووردة ونجاة وفايزة أحمد ومحرم فؤاد ومحمد قنديل ومحمد عبد المطلب.
وبلغت ألحانه في الإذاعة المصرية 500 لحن، إلا أن ألحانه لم يكتب لها الخلود، فقد تعرض للظلم والتهميش وذلك بسبب أن ليس له علاقات اجتماعية قوية في الوسط الفني، وأيضًا كما قال في أحاديث تليفزيونية معه: «أنا راجل دوغري وموسيقار ماليش في القص واللزق والاقتباس زي غيرهم».
وأشار في جملته للموسيقار الأشهر محمد عبد الوهاب الذي كان يقف ضده بل واتهمه عبد العظيم عبد الحق بسرقة الألحان الغربية، بل وكثير من ألحان ملحنين مغمورين ليس لهم اسم، وقال: «انا مبعترفش بملحن إلا ثلاثة القصبجي والسنباطى وزكريا»، ما أثار غضب الكثير من أهل الفن خاصة أن عبد الوهاب كان دولة.
إيطاليا تُكرمه.. ويشترك في فيلمين عالميين
قدم موسيقى تصويرية للفيلم التسجيلي «مكان لا تغيب عنه الشمس»، وهذا الفيلم يتكلم عن الفراعنة والآثار المصرية، وتم عرضه في عدة دول عالمية منها إيطاليا التي كرمته ومنحته جائزة عن هذا العمل.
واشترك في أدوار صغيرة في فيلمين عالميين عام 1977.
التمثيل كان سبب شهرته الأساسية
كانت شهرة عبد العظيم عبد الحق جاءت من خلال التمثيل وأدوراه من خلال شاشة السينما والتليفزيون، ومن أشهر هذه الأدوار فيلم «السمان والخريف»، ومسلسلات «عادات وتقاليد والرجل والحصان وليالي الحلمية».
ويعد أهم أدوراه على الإطلاق مشهد واحد في فيلم «الإرهاب والكباب» مع عادل إمام عام 1992، الذي جسد فيه آلام الشعب من خلال مشهد مؤثر وأداء عبقري وجملة جامعة مانعه شاملة «حاجات كتير هترخص وهتبقي بسعر التراب أنا وأنت والأستاذ وحضراتكم أجمعين».. إلى آخر المشهد قائلاً: «اه في الهيافة تتضحكوا لكن وقت الجد بوزكوا يبقي شبرين».. أجاد وأبدع في مشهد هو الأروع في حياته الفنية، مشهد يُدرّس في معاهد السينما.
ظل عبد العظيم عبد الحق يعطي في مجال الفن حتي آخر يوم في عمره حتى في مرضه الأخير، كان يقاومه من أجل حبه للفن.
ورحل في صمت ودون ضجيج في مستشفي المعادي العسكري في 3 أبريل عام 1993.