موقع السلطة
الخميس، 28 مارس 2024 12:29 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
مقالات رأي

قطوف وشوف| الأجيال تروي حكايات جحا

الشاعر محمد ثابت 
الشاعر محمد ثابت 

كما تزاحم نوادره سير الأبطال الشعبين مثل عنترة بن شداد وأبي زيد الهلالي ولكن جحا بطل مختلف ليس فارسًا ولا مغواراً إنه مجرد شخص بسيط ضاحك ومسكين نموذج للإنسان المغلوب على أمره في أي مكان وزمان وعادة ما تنقذه الحماقة من المأزق.

وفي كل يوم تثبت الدراسات السيكولوجيه أن الضحك يزيد من قوة عضلات القلب ولا يصيب بشرة الوجه بالانكماش والشقوق والشقوق فيحتاج الإنسان إلى صرف آلاف الجنيهات في عمليات التجميل وتحسين صورة الوجه ومسح بصمات السنين والزمن من فوقه لذلك انتشرت في الغرب جمعيات العلاج بالضحك.

وقد فطن الأقدمون إلى هذا فظهرت القفشات والضحكات في شخصيات أسطورية مرحه لعل أشهرها على الإطلاق جحا الذي كثرت عنه الأقاوييل والأساطير لدرجة أنه عندما يذكر اسمه فقط تنفرج الشفتان بالضحك دون معرفة ما سيقال بعد ذلك وهذا راجع إلى شهرته في الضحك التي تعدت الأبعاد والحدود والممالك ولا بد من الإشارة إلى أن هناك أناسا كثيرين على شاكلة جحا لكنهم لم ينالوا نفس شهرته ولم يسمع بهم الأمراء والولاة كما سمعوا عن جحا.

ومن نوادر جحا كان لجحا زوجتان تعيشان بعيداً عن بعضهما، وفي يوم من الأيام قرر جحا السفر لعدة أيام بهدف التجارة، وعندما عاد من سفره أهدى لكل زوجه من زوجتيه عقداً أزرق وقال لكل واحده: هذا العقد لكِ لم اشتر لضرتك مثله فلا تريها إياه حتى لا تشتعل نار الغيرة في قلبها، فهو دليل على حبي لكِ وحدك.
وذات يوم اختلفت الزوجتان على من منهما يحبها جحا أكثر، ذهبتا اليه معاً وسألته كل واحدة منهما: من منا تحب أكثر أنا أم هي؟، صمت جحا ليفكر في خروج من هذا المأزق ثم قال : إني أحب من معها العقد الأزرق، ومن يومها ولم يتعرض جحا لهذا الموقف فكل منهما تظن أن زوجها يحبها هي.

جحا والحمار والحرامي .. خرج جحا ذات يوم الى السوق بهدف شراء حماراً، وبينما هو يتجول في السوق باحثاً عن حمار مثالي لفت انتباهه حمار تبدو على وجهه علامات الذكاء والنباهه فأُعجب به جحا وذهب إلى صاحبه ليسأله عن ثمن الحمار.

طرح الرجل ثمناً باهظاً للحمار وبعد نقاش وجدال طويل بين جحا وصاحب الحمار، قال جحا: ان الثمن الذي تريده يا هذا كثير جداً، ثم أخرج جحا من محفظته بعض الدنانير وقال للرجل: هذا كل ما لدي إذا لم تقبل بهذا المبلغ فسأذهب واشتري حماراً أخر من غيرك فالأمر لا يستدعي كل هذا النقاش، وافق الرجل في النهاية واخذ الدنانير من جحا وأعطاه الحمار.

فرح جحا بهذه الصفقه الجيده وأخذ حماره الجديد وغادر السوق، واثناء سيره رآه لصان رغبا في سرقة الحمار من جحا، ذهب أحدهما من خلف جحا وقام بكل خفه بفك حزام الحمار وربطه في عنق زميله دون ان يشعر جحا المسكين.

استمر اللص يسير وراء جحا وكأنه الحمار بينما هرب اللص الآخر بالحمار، وكلما مر جحا على بعض القوم ورأوه هو ومن يسحبه بحبله أخذوا في الضحك بشكل هستيري وبكل اندهاش لما يشاهدون، لاحظ جحا ضحك من حوله ونظراتهم الغريبة، ولكنه أقنع نفسه بأن هذا الاندهاش جاء من جمال حماره الجديد وإعجاب الجميع به.

وعندما وصل جحا الى حظيرة منزله التفت ورائه ليربط الحمار في مكانه المخصص وكانت المفاجأة، لقد تحول الحمار الى رجل والحبل ملتف حول رقبته، تعجب جحا وسأل الرجل: من تكون؟.

قام اللص وهو يتصنع البُكاء وقال لجحا: يا سيدي أنا رجل ملعون، دعت علي أمي أن يمسخني الله حماراً من شدة عقوقي لها، فاستجاب الله دعوتها واستيقظت على كوني حماراً، ثم أخذني أخي إلى سوق الحمير ليتخلص مني مقابل أي مبلغ من النقود، وهناك باعني أخي لك وبفضلك يا سيدي تحولت وأنا أسير خلفك إلى إنسان كما كنت، وأخذ اللص يقبل يد جحا وقدمه ويشكره على فضله عليه، وللأسف صدقه جحا وأطلق صراحه بعد أن نصحه بطاعة والدته.

البنك الأهلي
serdab serdab serdab serdab
CIB
CIB