موقع السلطة
الخميس، 28 مارس 2024 08:00 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

عمر الجيزاوي.. كبير الرحايمه الذي سخر من الملك في منولوجاته

عمر الجيزاوي
عمر الجيزاوي

 

قليل منا من يعرف اسمه أو حياته أو أن له دور وطني وإنساني.. فقط نعرفه في الكثير من أفلام الأبيض والأسود في مشاهد لا تتعدي أصابع اليد الواحدة ولكن يترك أثرًا كبيرًا.

 

هو الصعيدي أبو دم خفيف في معظم أدواره على الشاشة..

رغم مسيرته الحافلة وعطاءه الكبير في عالم الغناء والفكاهة إلا أن المنولوجست الراحل عمر الجيزاوي صاحب الأغنية الشهيرة “اتفضل قهوة” لم يأخذ حقه في التكريم حيًا أو ميتًا أسوة بغيره، مسيرته الطويلة مليئة بالأسرار التي لا يعرفها الكثيرون عنه.

 

عمر الجيزاوي ولد في يوم 24 ديسمبر عام 1917 في حارة “درب الروم” بالجيزة، وكان والده يعمل في مهنة “المعمار” وتربى وسط هذا المناخ واحترف الغناء في أفراح الجيزة والضواحي المجاورة، حتى نهاية عام 1935 وبعدما كبر عمل في شارع الهرم وقد اكتشفه الفنان الراحل علي الكسار وقدمه للناس في فرقته المسرحية ليقدم فقرته بين الفواصل.

تخصص الجيزاوي في تقديم اللون الصعيدي من الغناء، وفي عام 1948 بدأ العمل في السينما حيث قام ببطولة فيلم “خضرة والسندباد القبلي” مع درية أحمد والدة الفنانة سهير رمزي بعدها عمل في أكثر من مائة فيلم كان آخرها “فالح ومحتاس” عام 1955 وكون مع شخصية عبد الرحيم كبير الرحايمة وولده ثالوث فني لم يتكرر في تاريخ السينما في أفلام "خد الجميل ولسانك حصانك وإبن ذوات".

 

هذا إلى جانب الفرقة الاستعراضية التي كونها وكان يعمل بها طوال الموسم على مسرح الأزبكية في الشتاء وفي الصيف على مسارح الإسكندرية وكان يسخر بالمونولوج من أفعال الملك فاروق لدرجة أنهم وضعوا اسمه في كشوفات البوليس السياسي على أنه “شيوعي”.

وبالفعل تم تهديده بأنه لن يجد عملاَ بعد الآن وسيفتش البوليس بيتك كل يوم وربما تدخل السجن بحجة أو بأخرى واقترح عليه حل لكي يخرج من هذه الأزمة وهو أن عليه أن يشيد في أغانيه بالملك وكل أفراد الأسرة وهو ما رفضه بالثلاثة، الأمر الذي جعله أغلق الباب على نفسه مقررًا الاعتزال حتى قامت الثورة عام 1952.

 

الفنان الراحل قال: “أنا أعتنق حكمة فيلسوف اسمه (برجسون) كما تعلمتها من المثقفين الذين أجلس وسطهم يقول فيها إن (الضحك لابد أن يمتزج بالفلسفة.. لابد وأن تكون له حكمة وغاية).. مونولوجاتي لا تقل في مستواها عن مسرحيات (برناردشو) كما نبهني إلى ذلك – عبد الرحمن الخميسي – وإذا كان خلف مسرحيات (برناردشو) علم اجتماعي مدروس ستجد شيئًا ذا قيمة في كل ما أقدمه أيضًا”.

الجيزاوي زار خلال مشواره الفني العديد من الدول الأوروبية من ضمنها فرنسا حيث قدم على مسارحها الكثير من أعماله وبقول عن ذلك: “تستطيع أن تطلق عليَّ لقب (شارلي شابلن العرب).. صورتي طبعوها هناك في الخارج على علب الكبريت وتزوجت (خواجاية) من هناك.. بنت حلوة كانت تجيئ إلى المسرح كل يوم لرؤيتي”.

 

في أواخر أيامه أصيب الجيزاوي بحالة اكتئاب وعدم رضا بسبب تجاهل تكريمه أسوة بغيره من الفنانين حتى توفي في الثاني والعشرين من شهر أبريل عام 1983.

 

البنك الأهلي
السلطة مصر اخبار فن نوستالجيا عمر الجيزاوي
serdab serdab serdab serdab
CIB
CIB