موقع السلطة
الأحد، 28 أبريل 2024 10:05 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
قطن وشاش

دراسة تكشف العلاقة بين الفيروسات ونشأة الأورام الخبيثة

أرشيفية
أرشيفية

درس باحثون في ألمانيا العلاقة بين الفيروسات ونشأة الأورام الخبيثة، حيث عثروا في 13% من أكثر من 2650 عينة سرطانية على آثار فيروسات، وذلك خلال تحليل 38 نوعًا من السرطان.

وتوصل الباحثون لآثار 23 نوعًا من الفيروسات لدى هؤلاء المرضى، وذلك حسبما أوضح الباحثون في دراستهم التي نشرت في العدد الحالي من مجلة "نيتشر جينِتِس" المعنية بأبحاث الوراثة.

وأجريت الدراسة تحت إشراف مارك تسابتكا وبتر ليشتر من المركز الألماني لأبحاث السرطان في مدينة هايدلبرج.

غير أن الباحثين أكدوا في الوقت ذاته أنه ليس لكل الفيروسات علاقة سببية بتطور السرطان.

وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن 4ر15% من الأورام السرطانية يمكن أن تكون ذات صلة بالبكتيريا والفيروسات والديدان.

وحسب المنظمة فإن 11 جرثومة تعرف بأنها مسببة للسرطان، على رأسها جرثومة المعدة، التي تسمى أيضًا بـ"الملوية البوابية"، والتي تتسبب سنويًا في نحو 770 ألف حالة إصابة بسرطان المعدة، على مستوى العالم.

وحسب المنظمة فإن المصادر الأربعة الأكثر تسببًا في هذه الأورام بعد جرثومة المعدة، هي مصادر فيروسية، وهي:

- فيروس الورم الحليمي البشري، (HPV)، والذي يصيب نحو 640 ألف شخص على مستوى العالم، سنويًا، ويتسبب بشكل خاص في أورام عنق الرحم، كما يتسبب أيضًا في سرطانات العنق والبلعوم.

- التهاب الكبد الفيروسي B، (HBV)، والذي يصيب نحو 420 ألف شخص سنويًا على مستوى العالم بسرطان الكبد.

- التهاب الكبد الفيروسي c (HCV)، والذي يربط الخبراء بينه وبين التسبب في نحو 170 ألف حالة إصابة بسرطان الكبد سنويًا، على مستوى العالم.

- فيروس إبشتاين بار، (EBV)، والذي يعتبر السبب في نحو 120 ألف إصابة سرطانية سنويًا، على مستوى العالم، أغلبها أورام لِمفية.

ويعتقد خبراء منظمة الصحة العالمية بأن نحو 10% إجمالًا، من جميع إصابات الأورام السرطانية، سببها عدوى فيروسية.

هذه بالضبط هي العلاقة التي أراد الباحثون تحت إشراف تسابتكا وليشتر تحليلها خلال الدراسة المشار إليها.

ولا تقتصر الدراسة على البحث فقط عن فيروسات مسببة للسرطان، بل تتجاوزها إلى توضيح الآليات التي يمكن أن تؤدي من خلالها العدوى إلى ورم.

وبشكل عام، حسب ليشتر، فإنه يبدو أن الفيروسات تؤدي إلى الإصابة بأكثر من نسبة 10% التي تقدرها منظمة الصحة العالمية، "حيث إن النسبة التي نظنها، أكثر من ذلك قليلًا".

وعثر الباحثون على النوع الـ16 من فيروس الورم الحليمي البشري، (HPV) في المجموع الوراثي لـ19 من إجمالي 20 عينة من عينات سرطان عنق الرحم، وفي 18 من إجمالي 57 حالة من سرطانات العنق والبلعوم.

كما تبين للباحثين وجود الحمض النووي للفيروس المسبب لالتهاب الكبد الفيروسي B، في 62 من إجمالي 330 حالة إصابة بسرطان الكبد.

ووجد الباحثون آثار فيروس إبشتاين بار في 5ر5% من العينات السرطانية.

ولم يعثر الباحثون على علاقة بين الإصابات السرطانية وفيروسات غير مشهورة حتى الآن.

وفيما يتعلق بـ فيروسات الورم الحليمي البشري، (HPV) والتهاب الكبد الوبائي B، أظهرت التحليلات أن مجرد تكون المجموع الجيني للفيروس في الحمض النووي البشري، يمكن أن يؤدي إلى حدوث عمليات تحور للفيروس.

ولكن آلية الخلية البشرية المضادة للجراثيم، يمكن أن تتسبب هي الأخرى أيضًا في تحورات فيروسية، ذات عواقب وخيمة، وهو ما يسعى الباحثون لاستجلائه من خلال الإجابة على سؤال بشأن التوقيت الذي يمكن أن تتسبب فيه عدوى في الإصابة بالسرطان، ومتى لا يصل الأمر إلى هذه الإصابة.

فقد أوضح الباحثون أن فيروس إبشتاين بار، منتشر بين أكثر من 90% من الأوروبيين، وأن بعضهم فقط هو الذي تطورت لديه العدوى إلى أحد الأمراض السرطانية.

ومن المنتظر أن يواصل الباحثون تقييمه وتحليلهم للعلاقات المحتملة بين هذا الفيروس والإصابات السرطانية.

يقول المشرف على الدراسة، ليشتر: "لم نستطع تأكيد الاعتقاد السائد بأن فيروسات أخرى غير معروفة حتى الآن، ذات صلة بالسرطان"، مضيفًا: "غير أننا أصبحنا نرى الآن في كثير من الحالات، الطريقة التي تجعل بها الفيروسات خلايا الجسم تتحول إلى خلايا خبيثة".

يقول كبير معدي الدراسة، تابتكا، في بيان عن المركز الألماني لأبحاث السرطان، في هايدلبرج: "تكتسب مسألة الفيروسات التي لها صلة بالسرطان أهمية بالغة في مجال الطب،وذلك لأنه من الممكن الوقاية من الأنواع السرطانية التي تنشأ بسبب العدوى الفيروسية".

وأشار تابتكا إلى أنه بمجرد العثور على أحد الفيروسات المسببة للسرطان يوفر فرصة تناول مصل مضاد لهذا الفيروس، وبذلك الوقاية من السرطان الذي يسببه هذا الفيروس، مثل المصل المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري، (HPV)، الذي يعطى للفتيات والنساء من غير العجائز، وهو المصل الذي أصبح يوصى به أيضًا للشباب.

غير أن العدوى بأحد هذه الفيروسات لا تؤدي بالضرورة للسرطان، حسبما أوضح مركز الخدمة الألمانية لمكافحة السرطان، مضيفًا: "السرطان نفسه ليس معديًا، وكذلك الأشكال السرطانية التي يمكن أن تنشأ عن الفيروسات".

وأوضح الباحثون أن دراستهم جزء من دراسة (PCAWG) الشاملة التي تهدف للتحليل الشامل للمجموع الجيني للسرطان، والتي يشارك في إعدادها نحو 1300 باحث على مستوى العالم، حيث يحاولون معرفة ما هي التغيرات التي تحدث في المجموع الجيني وتلعب دورًا في نشأة السرطان.

البنك الأهلي
الأورام الخبيثة الفيروسات علاقات الفيروسات والأورام
tech tech tech tech
CIB
CIB