في بيتنا ست «سترونج»
بقلم لمياء سعيدكنت في مقتبل عمري حين بدأت أعي بالتدريج حجم تلك المسؤليات الثقيلة، التي تتحدث عنها النساء في مجالس «الدردشة» التقليدية الأصيلة الجذور، وتأخذني حالة من الذهول عندما تباهي كل منهن الأخرى بعدد أبنائها، أو كثرة غرف منزلها التي تحتاج لترتيب يومي، والكثير من التزاماتها المتعددة اتجاه الأشخاص والأشياء والمزيد من الأشياء في سبيل الأشخاص.
وكنت أنصت لهن ببلاهة الصغار المعهودة، وأجد أنهن يعتليهُن الفخر، وتتلألأ ببؤة أعينهن السوداء، بما في يومهن من مهام شاقة.
ولا نغفل جميعاً عن سيدات مروا بحياتنا، تباهي بالآمها التي تنتج جراء تضحياتها المتكررة، وتعتزم أن تبقيها متقدّة مادامت على وجه الحياة؛ إصرار عنيد وعزم متجدد منقطع النظير، مستمرين على الدوام.
موضوعات ذات صلة
- «السيسي» يُجري مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة اليوم
- الفريق أول محمد زكي يهنئ «السيسي» بذكرى الإسراء والمعراج
- منسق مشروع «مودة»: 198 ألف حالة طلاق في 2017
- حظك اليوم الأربعاء 2019/4/3.. مساعدة مالية للأسد وتعب نفسي للميزان
- مبروك عطية: «الحيض» أذى للرجال وليس للنساء
- القومي للمرأة: سرطان الثدي ثاني سبب لوفيات السيدات
- وكيل تشريعية النواب: التعديلات الدستورية تحديات لأعداء الوطن
- ضبط طن دهانات منتهي الصلاحية في الفيوم
- تامر أمين ينتقد بيان «الموسيقيين» بشأن حفل محمد رمضان الأخير
- الباز: معتز مطر أصبح في خدمة أجهزة مخابراتية
- مدير مشروع «مودة»: إنشاء مكاتب للاستشارات الزوجية في كافة المحافظات
- يوسف: الفوز على الاتحاد يعكس شخصية الأهلي القتالية
وجدتها امرأة لا تُقهر، بما توحي الكلمة من معنى، معارك شبه دائمة، هزائم وانتصارات وسقطات قوية قد تردي جبالاً، ولكنها كانت صامدة وتنظر إلى الجميع بمنتهى القوة، ولسان حالها أنها لن تستقبل أي هزائم ولن تسير على درب الغاويين بالفشل.
سيدة عجوز قد تمثل في حياتي وحياتك مثالاً عظيماً، ملئ بالحكمة وعلامات الزمن التي تحمل في ثنايتها، معانيٍ وحكايات تلخص حروب وصراعات النساء في مختلف العصور، ولكن تتشابه نتائجها باختلاف حالتها وزمنها.
وفي جلسة خاصة بيننا، بين حقبتينا الزمنية المختلفة، دار حديث عن هؤلاء اللاتي يدعين القوة الخارقة وتحدي ومعادة الرجال، في سبيل أن تحقق معادلة «سترونج اندبندندت ومان»، ظناً منهن أن الاعتماد على الرجال خاصة أو على الأشخاص الموجودن داخل دائرة الحياة الأقرب، غير مجدي ولا يثمر بأي نفع، ولا يحقق سوى خسائر مادية ومعنوية.
فأخبرتني بكلمات قليلة، أن تكوني فتاة أوسيدة قوية، لا يعني أبداً أن أنهي علاقاتي أو أسطحها، وأغفل تماماً عن واجباتي اتجاه الأخرين، مضيفة أن كل امرأة شاءت أم أبت هي مثال حق للحياة، لذا عليها أن تستغل هذا الأمر في بناء كيانها الخاص الذي لا يجدر أبداً أن يخلو من وجود أشخاص آخرين، وتتمسك بكل قوة ناعمة بحقوقها وواجباتها دون إخلال التوازن فيما بينهما.
ولا أخفي أن في رأيها الصواب، حين أفكر بالأمر، أجد أن النجاح يحمل الكثير من المعنى، الواجب أخذه بدقة، أن أجعل دفات الأمور الحياتية المختلفة متوازنة، والابتعاد كل البعد عن مقارنات فارغة، لا تروي ظمئاً، وأنما كل منا له نسخته الخاصة به التي لا تشبه أحداً، ولا ترمو أني يوماً سأصبح رجلاً.
ليست أمي أنا وحدي، فكل أم في منزلها بطلة حقيقية وراء أجيال كافحوا لبناء مصر، كافحت حتى وصلت لمنصب وزير، ولعل الرئيس عبدالفتاح السيسي جعل الأرض خصبة أمامها وكرمها في العديد من المناسبات.. حقاً هكذا هى الأم المصرية.