كيف أضحك الفنان محمود شكوكو السادات؟

لم يكن محمود شكوكو من «جانات» السينما المصرية الذين تطاردهم المعجبات أينما ذهبوا، أو مطربًا يؤدي أغنيات عاطفية فيجعل قلوب سامعيه مُرهفة، إلا أنه رغم ذلك استطاع أن يُصبح نجمًا ويفوز في عصره بشعبية كبيرة، فلم تكن تلك الشعبية من فراغ، فيكفي أنه أول من أعاد إحياء فن «الأراجوز»، وساهم شكوكو في إنشاء مسرح العرائس، وكان ملكًا متوجًا على عرش فن المونولوج، حيث وصلت شعبيته لدرجة أنه كان أول فنان يُصنع له تمثال يباع في القرى والمدن، كما كان أول فنان يطلق اسمه على محطة أتوبيس، وهي محطة المسرح القومي بكامب شيزار بالإسكندرية، وأول فنان تظهر صورته على علب الكبريت.

بعد نجاحه الكبير، كان شكوكو دائما يتمنى أن تمنحه الدولة شهادة تقدير أو يكرم لفظيا وكأن القدر شاء أن تستجاب أمنيته؛ حيث اتصل به بعض أصدقائه وأبلغوه أن الدولة قررت أن تعطيه شهادة تقدير خلال الاحتفال الذي أقامه الرئيس محمد أنور السادات حينها، في عيد الفن، وكان في منتهى السعادة من هذا القرار، وعند اقتراب موعد الاحتفال أبلغوه بأنه تم حذف اسمه من كشوف الحاضرين.

محمود شكوكو ليلي طال و ليله لأ

عبد العليم خطاب.. خال هنادي وآمنة.. درس الإخراج في روسيا وبدأ كمساعد مخرج ليوسف وهبي

لم تدم لحظات سعادته، فسرعان ما دخل الحزن إلى قلبه وملأت الدموع عينيه، وتواصل مع أحد معارفه في المجال الفني حتى وضع اسمه في كشف الحضور، وأبلغه أن هناك شهادة تقدير سوف تُسلم له، بعد أن كان يناشد دائما بتكريمه بشهادة تقدير دون الحصول على أموال.

«برعي» حاجب محكمة الزعيم.. خلده المسرح بمشهد وحيد.. واتجه للطيران والسياحة بعد اعتزاله

على الرغم من أن الرئيس محمد أنور السادات واحدًا من رؤساء مصر الذين عرف عنهم الجدية والصرامة وعدم الضحك إلا في أضيق الحدود؛ إلا أنه عندما قرر منح شكوكو جائزة الدولة التقديرية في عيد الفن، حاول "شكوكو" إعداد كلمة تعبر عن فرحته بهذه الجائزة، وظل يراجعها قبل صعوده على المسرح، لكنه بمجرد أن شاهد "السادات" لم يستطع تذكر شيء منها، وهنا ظهرت عبقريته وخفة ظله؛ فقال: "ساعة ما بشوفك بيروح منى الكلام وأنساه"؛ فتعالت ضحكات الحضور، وهو ما أصاب "السادات" بنوبة ضحك.